@ 75 @ .
قائدهم محمد بن محمد واعزيز فأدى ديته من عنده وعفوا وكتب عليهم سجلا بذلك وسكنت الهيعة فاتفق أن وجه السلطان قائده العباس إلى مكناسة لقتل أناس كانوا بسجن مكناسة فلما سمع به المولى عبد الرحمن ظن أنه قدم في شأن المطيري المقتول وأن خبره قد بلغ السلطان ففر من مكناسة ليلا إلى وجدة ثم إلى تلمسان واتصل خبر فراره بالسلطان فسأل عن السبب فأخبره القائد العباس بالواقع فبعث إليه الأمان فلم يثق ثم سار إلى تلمسان إلى سجلماسة فبعث إليه السلطان من يؤمنه ويأتي به إليه فلم يثق وفر إلى السوس فبعث إليه السلطان أمانا إلى السوس ففر إلى القبلة وأقام يتردد في قبائلها إلى أن توفي السلطان رحمه الله فجاء إلى تارودانت فأقام بها وطلب الأمر فلم يتم له أمر ومات رحمه الله وأما المولى يزيد فإنه أقام بفاس إلى أن استدعاه والده للقدوم عليه بمراكش فقدم عليه .
ثم اتفق قيام العبيد على السلطان بسبب الإدالة التي أمرهم بتوجيهها إلى طنجة حسبما مر فبعث المولى يزيد لإصلاحهم وردهم عن غيهم فلما وصل إليهم استفزوه بقولهم وحركوا منه ما كان ساكنا واستخرجوا ما كان كامنا فبايعوه وخطبوا به حسبما مر الخبر عن ذلك مستوفى وانحرف قدور بن الخضر بالودايا عنه ولما فتح المولى يزيد بيت المال وأعطى العبيد بعث إلى الودايا بعطائهم يستهويهم به وكان شيئا كثيرا فردوه عليه وانضم محمد واعزيز في بربره إلى الودايا فقصدهم المولى يزيد والتقوا بالمشتهى من مكناسة فهزموه وقتل من العبيد ما ينيف على الخمسمائة ثم قدم السلطان في العساكر وجموع القبائل ففر المولى يزيد إلى زرهون فتبعه السلطان وزار المولى إدريس رضي الله عنه فشفع له الأشراف الأدارسة فيه فقبل شفاعتهم وعفا عنه حسبما مر ثم بعد هذا بعثه إلى المشرق وصدر منه بمكة في حق شيخ الركب ما صدر فكانت تلك الفعلة هي المخالفة وبها تبرأ السلطان منه ثم قفل من المشرق سنة ثلاث ومائتين وألف والتجأ إلى ضريح الشيخ عبد السلام بن مشيش إلى أن توفي والده حسبما قصصنا عليك من قبل وبالله التوفيق