@ 74 @ .
ولما وصل كتابه إلى السلطان بعث للحين قائده العباس البخاري في مائة من الخيل للقبض على المولى يزيد وأصحابه وقد قلنا لك أن الجند والرعية معا كانوا مغتبطين بالمولى يزيد فلما وصل القائد العباس إلى سلا دس إلى المولى يزيد أنه مقبوض فلينج بنفسه فخرج المولى يزيد من مكناسة ليلا في خاصته وأصحابه من جروان وقصدوا آيت ومالو ولما وصل القائل العباس إلى مكناسة ألفاها مقفرة من المولى يزيد وشيعته فأقام بها وكتب إلى السلطان يعلمه بالخبر فبعث السلطان إلى المولى يزيد كاتبه أبا عثمان سعيد الشليخ فقدم عليه بزاوية آيت إسحاق لأنه لم يجد من قبائل آيت ومالو إلا مهاوش وشقيرين فتجاوزهم إلى الزاوية المذكورة ولما أتاه أبو عثمان المذكور بكتاب والده وأمانه سار معه إلى مراكش ولما وصل إليها دخل ضريح أبي العباس السبتي فاحترم به ثم عفا عنه السلطان واجتمع به فتنصل مما رمي به ونسب ذلك إلى سفهاء جروان وأنه لم يوافقهم على ذلك فأضمر السلطان الإيقاع بهم ولما قدم من مراكش سنة أربع وثمانين ومائة وألف قصدهم بالكريكرة وأوقع بهم وقتل منهم نحو الخمسمائة حسبما مر وأنزل المولى يزيد مع أخويه المولى علي والمولى عبد الرحمن بفاس فأقام بها مدة ثم حدثت حرب بينه وبين أخيه المولى عبد الرحمن بوسط فاس العليا وهلك فيما بينهما عدد وبلغ خبر ذلك إلى السلطان فقدم مكناسة وبعث من يقبض عليهما فقبض على المولى عبد الرحمن وأصحابه وفر المولى يزيد إلى ضريح المولى إدريس الأكبر بزرهون فأتى به الأشراف إلى والده فسامحه ثم سرح المولى عبد الرحمن وسأل عن أحوال أصحاب الأخوين معا ثم عرف صالحهم من طالحهم فأخرجهم من السجن وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وكانوا ثلاثين رجلا وسرح الباقين ونقل المولى عبد الرحمن إلى مكناسة وترك المولى يزيد بفاس ثم إن المولى عبد الرحمن كان يسابق يوما في الميدان ويلعب بالبارود فقتل رجلا من بني مطير فجاء إخوته إلى