@ 197 @ الله لكنه ما أتى بطريقة الأشعري خالصة بل مزجها بشيء من الخارجية والشيعية حسبما يعلم ذلك بإمعان النظر في أقواله وأحواله وأحوال خلفائه من بعده ومن ذلك الوقت أقبل علماء المغرب على تعاطي مذهب الأشعري وتقريره وتحريره درسا وتأليفا إلى آلان وإن كان قد ظهر بالمغرب قبل ابن تومرت فظهورا ما والله أعلم .
وقد كان عبد المؤمن بن علي وبنوه من بعده منعوا الناس من التقليد في الفروع وحملوا الأئمة على أخذ الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة مباشرة على طريقة الإجتهاد المطلق وحرقوا شيئا كثيرا من كتب الفروع الحديثة التصنيف ووقع ذلك من بعض علماء عصرهم موقع الإستحسان منهم الإمام الحافظ أبوبكر بن العربي فقد ذكر في كتاب القواصم والعواصم له ما يشعر بذلك قال بعد ذكره ما وقع بالمغرب من الفتن ما نصه عطفنا عنان القول إلى مصائب نزلت بالعلماء في طريق الفتوى لما كثرت البدع وذهب العلماء وتعاطت المبتدعة منصب الفقهاء وتعلقت أطماع الجهال به فنالوه بفساد الزمان ونفوذ وعد الصادق صلى الله عليه وسلم في قوله ( اتخذ الناس رؤوساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وبقيت الحال هكذا فماتت العلوم إلا عند آحاد الناس واستمرت القرون على موت العلم وظهور الجهل وذلك بقدرة الله تعالى وجعل الخلف منهم يتبع السلف حتى آلت الحال إلى أن لا ينظر في قول مالك وكبراء أصحابه ويقال قد قال في هذه المسألة أهل قرطبة وأهل طلمنكة وأهل طليطلة وصار الصبي إذا عقل وسلكوا به أمثل طريقة لهم علموه كتاب الله تعالى ثم نقلوه إلى الأدب ثم إلى الموطأ ثم إلى المدونة ثم إلى وثائق ابن العطار ثم يختمون له بأحكام ابن سهل ثم يقال قال فلان الطليطي وفلان المجريطي وابن مغيث لا أغاث الله ثراه فيرجع