@ 64 @ .
عمي وذوي أسنانهم من يشفع لي عند أبي والآن حيث كان الوالي بهذه البلدة هو الصياني فلا يستقيم لي معه أمر ولا يخيط بيني وبين والدي بخيط أبيض وهؤلاء عيالي فخذوهم بارك الله فيكم واذهبوا بهم مع أصحابي ينزلون بدار أخي المولى سليمان ويكونون بها وأما أنا فسأسير إلى ضريح الشيخ عبد السلام بن مشيش أكون به حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ثم قدم عياله مع أصحابه في جملة الركب وكتب إلى أخيه المولى سليمان يوصيه بعياله خيرا وكتب أيضا إلى شقيقته المولاة حبيبة بالرتب وإلى بني عمه الذين هنالك وبعث بالمكاتيب مع أصحابه ولما وصل الركب إلى بلاد القنادسة تقدم أحد أصحابه بالمكاتيب إلى المولى سليمان ولما قرأها توقف ولم يدر ما يصنع ثم جاء بها إلى أبي القاسم الصياني وأخبره الخبر وقال إن والدي غاضب عليه وإن أنا قابلت عياله فربما ألحقني به فما العمل فكتب أبو القاسم إلى شيخ الركب ينهاه عن استصحاب عيال المولى يزيد معه وحذره غضب السلطان عليه وقال له إن أردت السلامة لنفسك فابعث بالعيال إلى المولاة حبيبة بالرتب والسلام ولما وصل كتابه إلى شيخ الركب وكانت فيه غفلة نجع فيه كلامه فحبس الركب إلى أن وصل أصحاب المولى يزيد بعياله فبعث معهم من يدلهم على طريق الرتب فسلكوا على وادي كثير ونزلوا عند المولاة حبيبة وكتب أبو القاسم الصياني بالخبر إلى السلطان فزعم أنه استحسن فعله ثم أمره أن يهيىء الظهر والزاد ويبعث بهما إلى عيال المولى يزيد مع ثلاثين من العبيد ليأتوا بهم إلى دار الدبيبغ يكونون بها مع أمه وكان السلطان قد أخرجها من الدار وأسكنها بدار الدبيبغ ففعل الزياني ذلك كله وبهذه القضية كان المولى يزيد يعتد على الصياني حتى أنه لما أفضى إليه الأمر قبض عليه وضربه وامتحنه .
ولما وصل المولى يزيد إلى ضريح الشيخ عبد السلام رضي الله عنه بعث جماعة من أشراف العلم للشفاعة فيه فأمرهم السلطان أن يأتوا به