@ 63 @ .
المشور لدخولنا عليه فلما مثلنا بين يديه دنا منا إلى أن كان في وسطنا وكلم البربر بلسانهم وسألهم عن حالهم في سفرهم فذكروا خيرا فسره ذلك منهم ونشط ثم قال لهم هذا كاتبي وصاحبي قد وليته عليكم وعلى أولادي وبني عمي وسائر أهل الصحراء فاسمعوا له وأطيعوا قال ففزعت وخرس لساني وفهم السلطان عني الكراهية لذلك ثم دخل بستانه وبعث إلى فدخلت عليه فقال لي طب نفسا ولولا أني أحبك ما وليتك على أولادي وأهل بيتي وإني لا أستغني عنك وهذا ابن حميدة الذي وليناه بسجلماسة لم تظهر له ثمرة وكل يوم يأتيني بشكوى بولدي الحسين وتطاوله على الناس ولا يمنعه من ذلك وما وليتك عليهم إلا لهذا الغرض فإنهم يهابونك لمحلك مني ثم كتب إلى جميع أولاده وأعيان سجلماسة وأمر لي بمال الصائر والبناء وعينه ثم ودعته وانفصلت فخرجت من مكناسة إلى فاس ثم منها إلى سجلماسة فدخلتها واستوطنتها وجاء العامل الذي كان بها قبلي حتى قدم على السلطان فقبض عليه ونكبه $ قدوم المولى يزيد من المشرق واحترامه بضريح الشيخ عبد السلام ابن مشيش رضي الله عنه والسبب في ذلك $ .
لما كانت سنة ثلاث ومائتين وألف قدم ولد السلطان المولى يزيد بن محمد من المشرق في ركب الحاج الفيلالي وقصد سجلماسة فلما كان بقرية أبي صمغون لقيه رفقة من أهل سجلماسة فسألهم عن البلاد وأهلها ومن المتولي عليها قالوا أبو القاسم الصياني فلما سمع المولى يزيد ذلك سقط في يده ووجم ثم التفت إلى شيخ الركب الشريف المولى عبد الله بن علي والي الأشراف الذين معه فقال لهم إني كنت عازما على الوصول معكم إلى بلدكم والاستيجار بضريح جدي المولي علي الشريف وأبعث مع أعيان بني