@ 62 @ .
ثم دخلت سنة إحدى ومائتين وألف فيها غزا السلطان قبيلة شراقة بأحواز فاس فنهبهم وشردهم فلجؤوا إلى ضريح الشيخ أبي الشتاء بفشتالة فعفا عنهم ثم سار إلى الحياينة فأطلق الجيش في زروعهم فحصدوها ودرسوها واستصفوها عن آخرها ثم جرد الخيل في طلبهم فاكتسحوا حللهم وأثاثهم .
قال صاحب البستان وكنت يومئذ قد توجهت بجيش إلى عامل وجدة أبلغه إياه فلما رجعت أدركت السلطان ببلاد الحياينة فقلدني ولاية تازا وأعمالها فسرت إليها وأقمت بها سنة كاملة وفي هذه السنة قدم ولد السلطان المولى مسلمه بن محمد من المشرق مفارقا لأخيه المولى يزيد .
ثم دخلت سنة اثنتين ومائتين وألف فيها أرسل السلطان رحمه الله إلى آيت عطة يأمرهم أن يبعثوا بستمائة رجل منهم وبأربعمائة من عبيد تافيلالت فالمجموع ألف ليكسوهم ويسلحهم ويستعملهم في خدمة البحر وجنديته فبعثوا بهم إليه .
قال صاحب البستان ولما قدموا عليه بمكناسة استدعاني من تازا فقدمت عليه فأمرني أن أتوجه بهم إلى تطاوين كي يقبضوا السلاح والكسوة بها ثم أسير بهم إلى طنجة يكونون بها وأمرني أن أكون أتعاهدهم بركوب الغلائظ العشرين التي بمرساها والخروج بها إلى البوغاز وسواحل أسبانبا والتردد فيها بينهما ليتدربوا على البحر ويتمرنوا به قال فذهبت بهم إلى تطاوين على ما رسم السلطان رحمه الله فأخذوا السلاح والكسوة ونفذنا إلى طنجة فأقمنا بها شهرين وكل يوم يركبون السفن ويتطاردون بها فيما بينهم فتارة يخرجون إلى البوغاز وتارة يطرقون سواحل أصبانيا وتارة يرجعون إلى أن زالت عنهم دهشة البحر وفارقهم ميده وألفوه ولما أقبل فصل الشتاء كتب إلى السلطان بالقدوم بهم فلما حللنا مكناسة أمر رحمه الله بعمارة