@ 57 @ $ ذكر السبب الذي هاج غضب السلطان سيدي محمد بن عبد الله على ابنه المولى يزيد رحمه الله $ .
ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائة وألف فيها قدم ولد السلطان المولى عبد السلام من الحجاز فولاه السلطان رحمه الله تارودانت والسوس وما إليها ثم لما حضر زمان خروج الركب الحجازي أحضر السلطان صهره وابن عمه المولى عبد الملك بن إدريس وكاتبيه أبا عبد الله محمد بن عثمان المكناسي وأبا حفص عمر الوزريق وشيخ الركب أبا محمد عبد الكريم بن يحيى وحملهم على وجه الأمانة مالا لأشراف مكة والمدينة وسائر الحجاز واليمن وقدره ثلاثمائة ألف ريال وخمسون ألف ريال وبعث معهم صلات أخر لأناس معينين في حقاق مختوم عليها مكتوب على كل واحد منها اسم صاحبه وأمرهم أن يذهبوا أولا إلى القسطنطينية حتى يكون مسيرهم إلى الحجاز مع أمين الصرة الذي يوجهه السلطان العثماني إلى الحرمين كل عام وإنما ارتكب السلطان هذه المشقة حذرا من ابنه المولى يزيد أن يعترضهم في الطريق وينتزع منهم المال فبعثهم السلطان في البحر في بعض قراصين السلطان عبد الحميد وكتب إليه أن يبعثهم مع أمين صرته فلما وصلوا إلى القسطنطينية وجدوا أمين الصرة قد سافر بالركب إلى الحجاز فأقاموا بها إلى العام القابل وحينئذ سافروا صحبة الركب ولما وصلوا إلى المدينة المنورة فرقوا على أهلها وعلى سائر شرفاء الحجاز حظهم من المال .
ولما وصلوا إلى مكة وجدوا المولى يزيد بها يترصدهم ففرقوا على أهل مكة حظهم وبقي عندهم حظ اليمن والحقاق التي فيها صلات الذهب فتغفلهم المولى يزيد وقت القيلولة وهجم عليهم في جمع من أصحابه وهم بدار شيخ الركب عبد الكريم بن يحيى فانتزع منهم ما قدر عليه وأخذ الحقاق وذهب فذهب شيخ الركب والمولى عبد الملك والكاتبان إلى أمير