@ 56 @ .
عبد الرحمن بن الكامل وهو الذي يتوجه قاضيا مع المحلة إلى السوس إن شاء الله فأنزله عليه وادفع له هذا الكبش وهذا العسل فسار الحاجب بالقاضي وبالكبش والعسل إلى خباء قاضي العسكر أبي زيد بن الكامل وأمره أن يكرم القاضي ليلته ومن الغد ارتحل السلطان قافلا إلى مراكش فلما تعالى النهار نزل على وادي نفيس وضرب له هنالك صيوان الراضة على شاطىء النهر ثم استدعى القاضي أبا زيد وسائر الكتاب ولما جلسوا بين يديه سأل القاضي على وجه المداعبة وقال له بم أجزت ضيفك على كبشه وعسله فتلعثم في الجواب وعلم أن السلطان قصد اختباره بذلك وأنه لم يصنع شيئا حيث أهمل أمره ولما رأى رحمه الله خجلته قال فلعلك لم تجزه فلو مدحته على كبشه وعسله لصادفت المقصود وخرجت من العهدة وما بعثت إليكم إلا بسبب هذا الكبش والعسل فإني سهرت ليلتي ولم أنم وذكرت ما اتفق للمنصور السعدي مع كتابه في مثل هذه القضية وعلمت أنه لم يبق في وقتنا هذا كتاب ولا أدباء ولا أمراء وسأسمعكم ما اتفق للمنصور في زيارته هذه القرية الأغماتية ثم أمر كاتبه ابن المبارك أن يقرأ عليهم ما حكاه الفشتالي في مناهل الصفا عن خروج المنصور السعدي إلى أغمات بقصد الزيارة والنزهة وما اتفق للقاضي أبي مالك عبد الواحد الحميدي مع من أهدى له الكبش والعسل من الشعر والذي شايعه عليه جماعة من كتاب الدولة وقد ألممنا بخبر هذه الخرجة للمنصور عند ذكر أخباره حسبما مر وقد ذكر صاحب النزهة أبيات الحميدي ومن قفا نهجه من الكتاب فلتنظر هنالك فقرأ الكاتب المذكور الترجمة كلها على الكتاب حتى سمعوها وعاب السلطان عليهم تقصيرهم في قضيتهم الموافقة لها وفي ظني أن السلطان رحمه الله أمرهم بنسخ ذلك ومراجعته تحريكا لهمتهم والله أعلم