@ 54 @ $ خروج السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى الصويرة بقصد النزهة واغتنام الراحة وما اتفق له في ذلك $ .
لما قدم السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله من سجلماسة إلى مراكش أقام بها إلى أن دخل فصل الربيع فاعتزم على الخروج إلى الصويرة والوقوف عليها ومعاينة مبانيها ومعالمها إذ كان له ولوع بهذه المدينة التي أنشأها واغتبط بها وقصد أيضا زيارة رجال رجراجة بالساحل والتبرك بآثارهم وكانت سفرته هذه سفرة فرجة وجمام نفس واغتنام لذة فأشخص معه جماعة من علماء العصر وأئمته فكان يملي عليهم الحديث النبوي ويؤلفونه على مقتضى إشارته منهم الفقيه العلامة المشارك أبو عبد الله محمد بن الإمام سيدي عبد الله الغربي الرباطي والفقيه العلامة المحقق أبو عبد الله محمد المير السلاوي والفقيه الدراكة أبو عبد الله محمد الكامل الرشيدي والفقيع العلامة أبو زيد عبد الرحمن أبو خريص هؤلاء أهل مجلسه الذين كانوا يؤلفون له ويسردون ويخوضون فيما يجمعه ويستخرجه من كتب الحديث التي جلبها من المشرق كمسند الإمام أحمد ومسند أبي حنيفة وغيرهما وكان معه جماعة وافرة من الكتاب المعتبرين في الإنشاء والترسيل كالسيد المهدي الحكاك المراكشي والسيد عبد الرحمن بن الكامل المراكشي والسيد أحمد بن عثمان المكناسي والسيد أحمد الغزال الفاسي والسيد محمد سكيرج الفاسي والسيد الطاهر بناني الرباطي والسيد الطاهر بن عبد السلام السلاوي والسيد سعيد الشليح الجزولي والسيد إبراهيم إقبيل السوسي وصاحب البستان أبي القاسم الصياني وغيرهم .
وكان خروجه لهذه الفرجة سنة ثمان وتسعين ومائة وألف في فصل الربيع فضربت قبابة بظاهر مراكش ثم ضرب عليها السياج المحيط بها