@ 53 @ .
ومخاطباته لأهل عصره وأدباء وقته من الفاسيين والبكريين والقادريين كما كان المولى محمد العالم مشغوفا بأشعار أولاد السلطان صلاح الدين بن أيوب الكردي رحم الله الجميع .
ولما بلغ أولاد السلطان إلى أطراف سجلماسة قدموا الأعلام إلى السلطان واستأذنوا في التقدم فخرج رحمه الله لملاقاتهم وأمر الأشراف وسائر أهل البلد أن يخرجوا للسلام عليهم ويشاهدوا آلة الحرب التي ليست ببلادهم فخرجوا وخرج السلطان في موكبه وركبت العساكر خلفه في أحسن زي وأكمل ترتيب فكان ذلك اليوم من أيام الزينة ولما قضى غرضه من سجلماسة وثقف أطرافها ورتب عربها وبربرها وحسم داء آيت عطة وآيت يفلمان ولى عليهم القائد علي بن حميدة الزراري من كبار قواده وأعيان دولته ثم نهض السلطان إلى مراكش بعد أن أقام بسجلماسة شهرا وكان سلوكه إلى مراكش على طريق الفائجة .
قال صاحب البستان وكان قد ردني إلى الغرب لآتيه بجيش من أولاد عبيد الثغور ألقاه بهم بمراكش ليزيدهم في جيشه ويقبضوا السلاح والكسوة بها ولما انتهى السلطان في طريقه إلى ثنية الكلاوي نزل عليه الثلج الكبير فسد المسالك وتفرقت العساكر في كل وجه وحال الثلج بينهم وبين أخبيتهم ورحالهم وبات السلطان منتبذا ناحية عن مضاربه وقبابه معزولا عن طعامه وشرابه ولم تلتق طائفة من العسكر مع صاحبتها إلى أن طلعت الشمس فرفع الله عنهم الثلج وأصبح ذلك اليوم عيد الأضحى فخطب السلطان الناس بنفسه ودعا للسلطان عبد الحميد بن أحمد العثماني ودخل مراكش سالما معافى وسلم الله العسكر من ذلك الثلج فلم يهلك منه أحد والحمد لله