@ 46 @ .
بعثه المولى يزيد فاعترف بالخطأ في ذلك ولما وصل المولى يزيد إلى مكناسة واجتمع بالعبيد لم يقدموا شيئا على بيعته والخطبة به ففتح بيوت الأموال وأعطاهم حتى رضوا ثم فتح مخازن السلاح والبارود ففرقه فيهم ثم دخل في بيعته من كان قريبا من قبائل العرب والبربر غير الودايا وآيت أدراسن وجروان الذين هم شيعة السلطان فإنهم تعصبوا له .
قال صاحب البستان وبعد ثلاث بعثني السلطان إلى الودايا وأحلافهم بمكاتيب فقدمت عليهم بها وأقمت عندهم إلى أن زحف إليهم المولى يزيد في جيش العبيد وهم بالأروى وكانت آيت أدراسن وجروان قد دخلوا مع الودايا وظاهروهم على العبيد فوقعت الحرب بالمشتهى داخل القصبة فانهزم العبيد وسلطانهم وقتل منهم نحو الخمسمائة وأما الجرحى فبلا عدد وانقلبوا مفلولين .
واتصل الخبر بالسلطان فخرج من مراكش في الجند وقبائل الحوز يريد مكناسة ولما وصل إلا سلا وسمع المولى يزيد بقدومه فر إلى ضريح الشيخ أبي الحسن علي بن حمدوش ثم إلى ضريح المولى إدريس الأكبر رضي الله عنه بزرهون فتقدم السلطان إلى زرهون ولما دخل الضريح الشريف أتاه أشراف زرهون بابنه المولى يزيد فعفا عنه وسامحه واستصحبه معه إلى مكناسة ولما وجه إليها خرج إليه نحو المائة من العبيد من ذوي أسنانهم ومعهم الأشراف والمرابطون والنساء والصبيان فعفا عنهم وسامحهم على شرط الخروج من مكناسة فأذعنوا وأقام السلطان بمكناسة يدبر أمرهم إلى أن فرقهم على الثغور فبعث منهم رحيين إلى طنجة ورحيين إلى العرائش ورحى إلى رباط الفتح وقصد بتفرقتهم دفع غائلتهم وتوهين عصبيتهم ثم عمد إلى الذين كانوا برباط الفتح ففرقهم أيضا فبعث ألفين منهم إلى السوس وألفا إلى مراكش وأبقى ألفين برباط الفتح مع عبيد مكناسة المغربين إليها واستراحت الدولة من شرهم استراحة ما