@ 45 @ .
له إلا إخوانه من أهل دكالة وولى على السراغنة أبا عبد الله محمد المعروف بالصغير وعلى أهل تادلا صالح بن الرضي الورديغي وعلى أولاد أبي رزك المزابي القائد صاحب الطابع وعلى أولاد أبي عطية عمر بن أبي سلهام المزابي وأمر محمد بن أحمد أن يقبض من إخوانه الذين كانوا عمالا على هذه القبائل ما احتجبوه من الأموال أيام ولايتهم واستصفى منهم مائة وخمسين ألفا $ خروج العبيد على السلطان سيدي محمد بن عبد الله ومبايعتهم لابنه المولى يزيد وما نشأ عن ذلك $ .
ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائة وألف فيها كانت الفتنة العظمى التي هي خروج العبيد على السلطان سيدي محمد بن عبد الله وبيعتهم لابنه المولى يزيد وكان السبب في ذلك أن السلطان كتب إليهم وهو بمراكش يأمرهم أن يعينوا منهم ألف كانون ينتقلون بأولادهم إلى طنجة يكونون بها وبعث إليهم بالكتاب مع القائد الشاهد رأس الفتنة وولاه على ذلك الألف فلما أتاهم بكتاب السلطان قال لهم لا يذهب معي إلا الأعيان ومن له دار وأرض وضيعة ولا يذهب معي إلا أمثالي فلما سمع اقتراحه أولئك الأجلاف ركبوا رأسهم في سبيل الخلاف واستفزهم الشيطان حتى صرحوا بخلع السلطان جريا في ذلك على مذهبهم القديم والتفاتا إلى فعل سلفهم الذميم فلما أنهى خبرهم إلى السلطان بعث إليهم ابنه المولى يزيد وكان عنده بمراكش كي يستصلحهم به فازداد فسادهم وعظم عنادهم .
قال صاحب البستان وكنت يومئذ برباط الفتح فلما ذهبت إلى مراكش لقيت المولى يزيد بالسانية موضع على نحو نصف يوم منها قال فسألني عن خبر العبيد فقصصته عليه فسره ذلك وجد في السير ففهمت قصده وعرفت ما يؤول إليه أمره فيهم وزعم أنه لما قدم على السلطان لامه في