@ 41 @ .
حتى لا يمكن تحريفها فيقول مثلا والمهادنة بيننا وبينكم إنما هي في البحر وأما البر فلا مهادنة بيننا وبينكم فيه أو نحو هذا من الكلام فيصعب تحريفه وقد نص أهل علم التوثيق على هذا وأن الموثق يجب عليه أن يبسط الكلام ما استطاع ويجتنب الاختصار المجحف وما يؤدي إليه بوجه من الوجوه والله أعلم $ نهوض السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى برابرة آيت ومالو والسبب في ذلك $ .
ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائة وألف فيها خرج السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله إلى جبال آيت ومالو وكان ذلك في غرض قائده بلقاسم الزموري فإنه كان قد ولاه عليهم فلم يقبلوه فطلب من السلطان الإعانة عليهم فأمده بثلاثة آلاف فارس مضافة إلى من معه من إخوانه زمور وبني حكم وسار اليهم فلما نزل على وادي أم الربيع من ناحية تادلا زحفوا إليه فولى عنهم مدبرا ولم يعقب واتصل خبر هزيمته بالسلطان فاغتاظ على آيت ومالوا وأخذ في الاستعداد لغزوهم وبرزت العساكر بظاهر مكناسة وبعث السلطان إلى أمراء القبائل من العرب والبربر يستنفرهم فوافاه بمكناسة على الصعب والذلول ولما تكاملت الجنود نهض إليهم .
قال صاحب البستان وهو الكاتب أبو القاسم الصياني بالصاد المشممة زايا كلفظ صراط في قراءة حمزة وكنت معه في هذه السفرة وساق الحديث عنها بأن قال كنت مع السلطان وأنا يومئذ في حيز الإهمال أتوقع الموت في كل وقت بسبب ما كتب إليه في شأني القائد بلقاسم الزموري المذكور آنفا وأني أنا الذي أفسدت عليه قومه ولما وصل السلطان إلى محلة بلقاسم ونزلت عساكرة في بسيط كريكرة أشار على السلطان بأن يقسم تلك الجيوش على ثلاثة أقسام ثلث منها ينزل بتاسماكت من وراء العدو وثلث