@ 42 @ .
ينزل بزاوية أهل الدلاء على طريق بلادهم وثلث يذهب معه على طريق تيقيط ويتقدم السلطان في عساكره حتى ينزل بآدخسان وتقصدهم العساكر من كل وجه وقرب على السلطان الأمد البعيد باللسان والرأي الذي لا يفيد وكان هو لا يعرف البلاد ومن الغد افترقت العساكر فتوجه كل إلى ناحيته التي عينت له وتقدم السلطان إلى آدخسان ولما عبر وادي أم الربيع قدم كروان أمامه للغارة عليهم فساروا إلى أن بلغوا قصبة آدخسان فلم يجدوا بها نافخ نار فأقاموا هنالك إلى أن لحق بهم السلطان فقال أين هؤلاء قالوا ما رأينا أحدا وهذه قصبة آدخسان فأمر بنزل الجيوش وبقي هو على فرسه متحيرا فاستدعى أبا القاسم الصياني قال فأسرعت نحوه فقال لي أتعرف هذه البلاد قلت نعم أتم المعرفة قال وأين أهلها قلت في جبلهم قال أوليس هذا جبلهم وهذا آدخسان قلت لا هذه قصبة المخزن والجبل من تلك الثنايا السود فما خلفها وأريته الثنايا فقال وأين الزاوية التي سار إليها الجيش مع قدور بن الخضر ومسرور قلت هي عن يمين الثنايا في البسيط قال وأين تاسماكت التي سارت إليها أمم البربر مع ولد محمد واعزيز قلت بيننا وبينها مرحلتان من وراء الثنايا قال ومن أين يأتي القائد بلقاسم فأريته الثنية التي يطلع منها وقلت له إنه لا يصل إلينا إلا غدا إن سلم وما صنعنا نحن قلت ضربنا في حديد بارد فإن الذي بالزاوية لا يجدي والذي بتاسماكت لا يجدي وآيت ومالو متحصنون بالجبل وبلقاسم رجل مشؤوم عافى الله مولانا من شؤمه قال فظهر للسلطان خلاف ما سمع من بلقاسم وتحقق فساد رأيه وعلم أنه قد أخطأ فيما ارتكبه من التغرير بالمسلمين قال ثم بينت له السبب الذي نفر به آيت ومالو عن بلقاسم حتى عرفه قال اكتب إلى قومك صيان يقدموا علينا فإني قد سامحتهم فكتب إليهم وبعث بالكتاب من آدخسان مع بعض الأشراف واثنين من أصحاب السلطان فخاضوا إليهم الليل واجتمعوا بهم