@ 38 @ $ سعي السلطان سيدي محمد بن عبد الله في فكاك أسرى المسلمين وما يسر الله على يديه من ذلك $ .
قد تقدم أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله كان قد بعث خاليه عمارة بن موسى ومحمد بن ناصر الوديين وكاتبه أبا العباس الغزال إلى طاغية الإصبنيول وأن الغزال قد أحكم الصلح وقضى الغرض على ما ينبغي وفي تلك السفرة وقع التفادي بين السلطان والطاغية في الأسرى التي كانت بينهما حسبما مر .
فلما كانت هذه السنة التي هي سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف كتب طاغية الإصبنيول إلى السلطان يقول إنه لم يبق ببلادي أحد من أسرى إيالتكم ولم يبق عندي إلا أسرى أهل الجزائر الذين عندهم أسرانا وطلب منه مع ذلك أن يتوسط له عند صاحب الجزائر في المفاداة بينه وبينه وكانت أسرى الإصبنيول تزيد على أسرى الجزائر بكثير وطلب أن تكون هذه المفاداة على يديه أعني على يد السلطان رحمه الله الرئيس بالرئيس والبلوط بالبلوط واليكانجي باليكانجي والبحري بالبحري والجندي بالجندي ومن فضلت عنده فضلة فالبحيري بخمسمائة ريال والرئيس بألف فأسعفه السلطان في طلبه وانتدب للسعي في إنقاذ المسلمين من أيدي الكفار ابتغاء مرضاة الله ورجاء ثوابه وكان السلطان قد كتب إليه مع الغزال وصاحبيه فيمن تحت أيديهم من سائر أسرى المسلمين فبعثوا إليه بأهل المغرب فقط واعتذروا بأنهم حبسوا أسرى الجزائر ليفكوا بهم أسراهم .
ولما كاتب السلطان أهل الجزائر وعرض عليهم ما طلبه طاغية الإصبنيول امتنعوا من الفداء فكتب السلطان إلى باي الجزائر ثانيا فامتنع ثم