@ 37 @ .
نفوس أكابرهم وأشرافهم ثم توسط بين عامتهم وكبيرهم القسيسون وسهلوا عليهم الأمر حتى انقادوا وبعث كبيرهم إلى السلطان سيدي محمد بن عبد الله يطلب منه أن يكف عن القتال ويؤجله ثلاثة أيام ليدفع له البلد فأجابه السلطان إلى ذلك واشترط عليه أن لا يخرجوا إلا في ثيابهم التي على ظهورهم ولا يحملوا معهم شيئا غيرها فامتثلوا .
قال لويز حتى أن عسكريا منهم حمل معه كسوة أخرى لم تسمح بها نفسه فرآها كبيرهم وهو يريد أن يصعد إلى المركب فانتزعها منه وألقاها في البحر ولما أيسوا من حمل شيء معهم أحرقوا الأثاث والفراش وعرقبوا الخيل وقتلوا الماشية وكسروا الأواني والعدة وفلسوا أكثر من مائة مدفع وآخر الأمر أنهم دفنوا مينات البارود في حوماتها كل مينا فيها أكثر من أربعين برميلا وتركوا رجلا حدادا اسمه بطروس فيقال إنه الذي أوقد المينا عند دخول المسلمين إليها فهلك فيها نحو خمسة آلاف وتهدم السور الجنوبي منها .
ولما وصلوا إلى أشبونة أسكنهم طاغيتهم ببلدة يقال لها بلين فأصابهم الوخم وهلك منهم أكثر من ثلاثمائة نفس ثم انتقلوا إلى بلاد البرازيل فبنوا هنالك مدينة سموها مازكان الثانية باسم الجديدة هذا ملخص ما ذكره لويز ومن خط الفقيه العلامة أبي العباس أحمد السدراتي أن فتح الجديدة كان صبيحة يوم السبت الثاني من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ووافق ذلك اليوم الثامن والعشرين من فبراير العجمي وهو ثالث أيام الحسوم اه وكان ممن شهد هذا الفتح المعلم الحاج سليمان التركي المجيد في صناعة الرمي بالمهراس فأبدأ وأعاد وحضرها أيضا جماعة من فنانشة سلا فأبلوا بلاء حسنا وعمرها السلطان بأهل دكالة إذ هي في وسط أرضهم وأضاف إليهم حصة من عسكر اليكشارية وأعقابهم بها لهذا العهد والله أعلم