@ 34 @ .
فاعترضوهم دون القصبة وقبضوا عليه ولما صار في أيديهم فر من كان معه من الطغام وساقوه إلى السلطان فقتله وسكنت جعجعته للحين $ انعقاد الصهر بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله وبين سلطان مكة الشريف سرور رحمه الله $ .
كان السلطان سيدي محمد بن عبد الله يحب الفخر ويعنى به وله رغبة في الخير وأهله ولما كان سلطان مكة الشريف سرور رحمه الله بالمحل الذي أكرمه الله به بلدا ومحتدا رغب السلطان سيدي محمد رحمه الله في مصاهرته وسمحت نفسه الشريفة ببذل كريمته .
فما دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف وعزم ركب الحاج المغربي على السفر إلى الحجاز بعث معهم السلطان المذكور ابنته وزفها على بعلها المذكور وبعث ولده الأكبر وخليفته الأشهر المولى علي بن محمد لإقامة فريضة الحج ومعه شقيقه المولى عبد السلام صغيرا دون بلوغ ليكون مع أخته وكلاهما في صحبة الركب المغربي كما قلنا وأصحبهما هدية لأمير طرابلس وهدية لأمير مصر والشام وهدية عظيمة لأهل الحرمين الشريفين ومالا كثيرا يفرق على أشراف الحجاز واليمن وجوائز سنية للعلماء والنقباء وأرباب الوظائف بمكة والمدينة وبعث معهما من وجوه أهل المغرب وأولاد أمراء القبائل وأشياخهم ومن أكابر خدامه وأصحاب أشغاله بالخيول المسومة والسلاح الشاكي والشارة الحسنة وما تحدث به أهل المشرق دهرا وكان في جهاز ابنة السلطان ما يزيد على مائة ألف دينار من الحلى والياقوت والجوهر وكان يوم دخولها إلى مكة يوما مشهودا حضره عامة أهل الموسم الأعظم من الآفاق وتناقلت حديثه الركبان والرفاق