@ 35 @ $ اعتناء السلطان سيدي محمد بن عبد الله بعبيد السوس والقبلة وجلبهم إلى أجدال رباط الفتح $ .
وفي هذه السنة أعني سنة اثنتين ومائة وألف بعث السلطان سيدي محمد بن عبد الله ابن عمه المولى علي بن الفضيل وكاتبه أبا عثمان سعيد الشليح الجزولي إلى بلاد السوس لجمع عبيد المخزن الذين بها وبعث وصيفه المحجوب ابن قائد رأسه لإقليم طاطا وآقاوتيشيت من بلاد القبلة لجمع العبيد الذين هنالك فجاؤوا بألفين من عبيد السوس بأولادهم وألفين من عبيد القبلة بأولادهم كذلك فأنزلهم السلطان بظاهر مراكش إلى أن أعطاهم السلاح والكسي وولى عليهم القائد المحجوب المذكور .
ثم لما سار إلى رباط الفتح أمر بقطع جنات أجدال الذي بظاهر البلد وأنزل العبيد به وبنى لهم الدور والمسجد والمدرسة والحمام والسوق وزاد عليهم ألفين وخمسمائة من الودايا جلبها من القبائل وكتب الجميع في الديوان وجعلهم في مقابلة عبيد مكناسة والودايا الذين بها وأفاض فيهم العطاء الكثير لسكناهم بثغر من ثغور الإسلام $ فتح الجديدة $ .
قد ذكر لويز مارية خبر هذا الفتح ونحن نلخص ما ذكره من ذلك قال لما ولي السلطان سيد محمد بن عبد الله سلطنة المغرب كان لا يقر له قرار من أجل مشاركة البرتغال له في قطعة من أرضه وكان شهما ذا أنفة وإباية فاستشار أهل الرأي من دولته في غزو الجديدة وفتحها فقالوا له لا يظن سيدنا أن أخذها يكون بأن تحمل المسلمون عليها دفعة واحدة حتى يقتحموها مثلا فإن ذلك لا يجدي شيئا ولا يحصلون إلا على القتل كما وقع في أيام السلطان الغالب بالله السعدي وإنما يتوصل إلى فتحها بالحصار