@ 33 @ .
وفي هذه السنة انعقدت الشروط بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله وبين جنس الدينمرك وهي عشرون شرطا ترجع إلى تمام الصلح والأمن من الجانبين أيضا والأول منها مضمنة خروج أمر المراسي المغربية من يد تجار الدينمرك فلا يتصرفون فيها بشيء لكون الكمبانية التي كانت تدفع من المراسي قد تفرقت بعد التزام قنصلهم بأداء اثني عشر ألف ريال وخمسمائة ريال التي بقيت بذمة تجارهم من ذلك ولا تعود المراسي لأيديهم بحال والآخر منها مضمنة أن يدفع طاغية الدينمرك للسلطان كل سنة خمسة وعشرين مدفعا من مدافع المعدن وزر كورتها من ثمانية عشر رطلا إلى أربعة وعشرين ويدفع معها ثلاثين قمنة ومن اللوح الروبلي ألفي لوحة مختلطة ومن الريال ستة آلاف وخمسمائة والكل واصل إلى المحل الذي يريده السلطان وإن أراد الطاغية أن يدفع بدلا عن جميع ذلك خمسة وعشرين ألف ريال فله ذلك ومثل هذا انعقد مع جنس السويد أيضا إلا أن قدر المدفوع من جانبه عشرون ألف ريال فقط في كل سنة ومع أجناس أخر وظائف أخر واستمرت هذه السنة إلى أن انقطعت سنة إحدى وستين ومائتين وألف في دولة السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام رحمه الله حسبما نذكر ذلك في محله .
وفي هذه السنة أعني سنة إحدى وثمانين ومائة وألف كانت فتنة الدعي كلخ بمراكش وهو رجل صعلوك اسمه عمر كان ينتسب إلى الشيخ أبي العزم سيدي رحال وكان يظهر للعامة الكرامات الكاذبة وتبعه السواد الأعظم من جهلة البادية لأنه وعدهم أن يفتح لهم بيت المال ويهيلون منه الذهب والفضة هيلا من غير ممانع فأهرع الناس إليه وتقدم إلى مراكش فدخلها في عالم من الأوباش شعارهم هاتان الكلمتان كلخ شلخ رافعين بها أصواتهم وهم كالسيل المنحدر من عل فوقع الهرج بالمدينة وغلقت الأسواق واتصل الخبر بالسلطان وهو بداره فأمر الوزعة والعبيد