@ 18 @ .
المذكور ثم ارتحل إلى مراكش وفيها أيضا تولى الحاج محمد الصفار مكس فاس باثنين وعشرين ألف مثقال في السنة $ إيقاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بقبيلة مسفيوة والسبب في ذلك $ .
كان هؤلاء مسفيوة شيعة للمولى المستضيء حسبما تقدم ولما زحف السلطان المولى عبد الله إلى بلاد الحوز وشرد أخاه المولى المستضيء عن مسفيوة وأوقع بهم الوقعة التي تقدم الخبر عنها أذعنوا إلى طاعته في الظاهر وبقيت الحسائف كامنة في صدورهم فكانت تلك الطاعة التي أظهروها له هدنة على دخن واستمر حالهم على ذلك إلى أيام السلطان سيدي محمد رحمه الله فشرى فسادهم وقال في البستان كان هؤلاء مسفيوة من الطغيان والاستخفاف من الدولة على غاية لم تكن لأحد من يوم استخلف سيدي محمد بمراكش وهو يعالج داءهم فما نفع فيه ترياق إلى أن قدم مراكش قدمته هذه فوفد عليه بها مائة وخمسون من أعيانهم فانتهز فيهم الفرصة وقتلهم كلهم سوى القاضي ثم سرب الخيول للغارة على حلتهم فانتسفوها وأبلغوا في النكاية فانخضدت بذلك شوكتهم واستقامت طاعتهم وصلحت أحوالهم فيما بعد ذلك .
ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائة وألف فيها جاء السلطان من مراكش إلى الغرب ونهب في طريقه آيت سيبر من زمور الثلج وبددهم ولما وصل إلى مكناسة أمر القبائل بدفع الزكوات والأعشار فكانت الحياينة وشراقة وسائر الحوزية يدفعون واجبهم بهري فاس وكان أهل الغرب وبنو حسن والبربر يدفعون بهري مكناسة ثم نهض السلطان إلى غزو مرموشة فهزمهم ونهب أموالهم واستولى على معاقلهم وقتل منهم عددا وافرا وذلك بعد أن انتصروا على عسكر السلطان أولا وظهروا عليه فتقدم إليهم رحمه الله بنفسه وعبيده