@ 17 @ .
وتمردهم فابتدأ أولا بنهب آيت سكاتو وثنى ببني سادان وثلث بالحياينة ففروا إلى جبال غياثة وتحصنوا بها فترك الجيوش ببلادهم تأكل زروعهم وتقدم هو إلى تازا ثم اقتحم على الحياينة جبال غياثة فأبادهم قتلا وتشريدا والعساكر ببلادهم تنتسف الزروع وتحرق العمائر وتستخرج الدفائن إلى أن تركتها أنقى من الراحة وعاد إلى مكناسة .
وفي مقامه بها قبض على الشيخ محمود الشنكيطي المتصوف النابغ بفاس كان قد قدم من بلاده ونزل بمستودع القرويين وأظهر التنسك فصار يجتمع عليه الأعيان والتجار من أهل فاس ويعتقدونه قال في البستان فلم يقتصر على ما هو شأنه من إقبال الخلق عليه بل صار يتكلم في الدولة ويكاتب البربر ويزعم أن سلطان الوقت جائر ولم يوافق عليه من الأولياء أحد فنما ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وبعث به إلى مراكش فسجن بها ثم امتحن إلى أن مات ولم تبكه أرض ولا سماء .
وقال أكنسوس إنه كان يقول إن السلطان يموت إلى شهر ففشا ذلك في العامة وتسابقوا إلى شراء الفحم والحطب وادخار الأقوات وحصلت فتنة بفاس فأنهى ذلك إلى السلطان فكتب إلى عامل فاس بالقبض عليه وتوجيهه إلى مراكش ثم أمر السلطان أيضا وهو بمكناسة بالقبض على الأمين الحاج الخياط عديل وإخوته فسجنوا في مال كان عليهم بعضه له وبعضه لوالده من قبله وفي تمام السنة أمر بتسريحهم وبعث الحاج الخياط منهم والسيد الطاهر بناني الرباطي سفيرين عنه إلى السلطان مصطفى بن أحمد العثماني صاحب القسطنطينية العظمى وفيها أيضا استخلف السلطان رحمه الله ابن عمه المولى إدريس بن المنتصر بفاس وولاه على قبائل الجبل كلها وفيها أمر بتحبيس الكتب الإسماعيلية التي كانت بدويرة الكتب بمكناسة وعددها اثنا عشر ألف مجلد وزيادة فحبسها على مساجد المغرب كله ولا زالت خزائنها مشحونة بها إلى الآن مكتوبا عليها رسم التحبيس باسم السلطان