@ 11 @ $ خروج السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى الثغور وتفقده أحوالها $ .
ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف فيها خرج أمير المؤمنين المولى محمد بن عبد الله من مراكش فقدم مكناسة وفرق الراتب على العبيد بها وبعث إلى الودايا راتبهم وأمرهم بالنهوض معه للتطواف على الثغور البحرية من بلاد المغرب .
فخرج من مكناسة حتى أتى مدينة تطاوين فنزل بها وأمر ببناء برج مرتيل الذي بها وفرق المال على العبيد المقيمين به منذ أيام السلطان إسماعيل وهم بقية عبيد سبتة أعني الذين كانوا يرابطون عليها فإنه لما انحل نظام الملك بموت المولى إسماعيل وتفرق العبيد المرابطون على سبتة فلحقت كل طائفة منهم بقبيلتها التي جلبت منها بقي هذا الألف الذي لا قبيلة له هنالك فنقلهم أبو حفص الوقاش إلى مرتيل وأحسن إليهم وصار يدفع بهم في نحر من يريده بمكورة من القبائل المجاورة له .
ثم رحل السلطان من تطاوين إلى طنجة وجعل طريقه على سبتة فمر بها ووقف عليها ونظر إلى حصانتها ومناعتها وتحقق أن لا مطمع فيها إلا بالجد وأمر العسكر الذين حوله بإخراج دفعة من البارود وتسميها العامة حاضرونا ففعلوا وأجابهم النصارى بمثل ذلك بالمدافع والكور حتى تزلزلت الجبال فعجب السلطان من ذلك وما كان قصده بهذه السفرة إلا الوقوف على سبتة واختبار حالها لأنه لم ينظر إليها بعين التأمل والاختبار في المرة الأولى فلما تبين له حالها أرجأ أمرها إلى يوم ما وأوصى أهل آنجرة بتعيين حصته من الرماة لحراسة نواحيها والوقوف على حدودها وبذل لهم مالا يستعينون به على ذلك ثم سار إلى طنجة فنزل قريبا منها وخرج إليه أعيانها ورؤساؤها من أهل الريف بقضهم وقضيضهم يتقدمهم باشاهم عبد الصادق بن أحمد بن علي الريفي كان قد قدم عليه بمراكش أيام خلافته