@ 10 @ .
المعونة بالأبدان ولم يكف المال فإن الناس يجبرون على التعاون بأبدانهم على الأمر الداعي للمعونة بشرط القدرة وتعين المصلحة والافتقار إلى ذلك انتهى المقصود منه والله تعالى أعلم $ مقتل أبي الصخور الخمسي وما كان من أمره $ .
لما رجع السلطان محمد بن عبد الله من فاس إلى مكناسة أقام بها يسيرا ثم خرج إلى جبال غمارة بسبب ما بلغه عن المرابط أبي عبد الله محمد العربي الخمسي المعروف بأبي الصخور وكان له صيت وشهرة بقبائل الجبل وكان يظهر التنسك والعبادة ويزعم أنه يستخدم الجن فكان للعامة فيها اعتقاد كبير ثم صار يقول للناس هذا السلطان لا تطول مدته فأخذه السلطان وقتله وبعث برأسه إلى فاس وولى على قبائل غمارة والأخماس وتلك النواحي الباشا العياشي وأنزله بمدينة شفشاون وقفل إلى مكناسة فدخلها مريضا فاتح محرم سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف فقال المرجفون ما أصابه المرض إلا من قتله لأبي الصخور وقالوا إنه قد صدق في قوله لا تطول مدته فعافى الله السلطان وأكذب ظن الشيطان وأقام السلطان بمكناسة إلى أن انسلخ المحرم ودخل صفر فعاد إلى مراكش بعد أن أمر بنقل عبيد السلوقية إلى مكناسة وضمهم إلى إخوانهم واستصحب معه إلى مراكش من رجالتهم ألفا فلما دخلها أعطاهم الخيل والسلاح والكسي وعادوا إلى مكناسة ثم قدم عليه منهم ألف آخر فأركبهم وكساهم واستمر حاله معهم على هذا إلى أن استوفوا خيلهم وسلاحهم وكساهم ولم يسألهم عما كان في أيديهم أيام الفترة