@ 5 @ .
قبائلهم كما قلنا فجبر الله صدعهم بولاية هذا السلطان الجليل .
ثم لما قضى إربه من مكناسة ارتحل إلى فاس ولما نزل في عساكره بالصفصافة خرج لملاقاته الودايا وأهل فاس فهش للناس وألان جانبه لهم واختلط بهم فكانوا يطوفون به ويقبلون أطرافه ولا يمنعهم أحد وفرق المال والكسوة والسلاح في الودايا وعبيد السلوقية وأعطى الفقهاء والأشراف وطلبة العلم وأهل المدارس والمكتبيين والأئمة والمؤذنين والفقراء والمساكين وأزاح علل الجميع ولم يحرم أحدا ولما حضرت الجمعة جاء من المحلة في ترتيب حسن وزي عجيب فخرج أهل البلدين لرؤيته وامتلأت الأرض من العساكر والنظارة ودخل فاسا الجديد فصلى به الجمعة ثم جلس لفقهاء الوقت وسأل عنهم واحدا واحدا حتى عرفهم ثم خرج إلى تربة والده فزارها وأمر بتفريق الصدقات عندها وترتيب القراء بها ثم دخل إلى دار الحرم فوقف على من بها من أخواته وعزاهن في مصاب والدهن وطيب نفوسهن ثم رجع عشية النهار إلى المحلة فبات بها ومن الغد جاء إلى دار الدبيبغ فدخلها ووقف على متخلف والده من مال وأثاث وسلاح وخيل إلى أن عاينه وأحصاه وأبقى ذلك بيد من كان بيده من أصحاب والده وأوصاهم بالاحتفاظ به بعد أن جعل الجميع إلى نظر الحاجب أبي محمد عبد الوهاب اليموري وعامل أصحاب أبيه بالجميل وخفض لهم الجناح وألان لهم القول ووصلهم بمال اقتسموه فيما بينهم ثم بعد ذلك حاز منهم ما كان بأيديهم من مال والده فكان أكثره ذهبا من ذلك ألف خرج وتسمية المغاربة السماط من الجلد الفيلالي بأقفالها في كل واحد ألفا دينار بالتثنية من ضربه وكانت تكون على سروج خيله في السفر فإذا نزل الجيش وضربت الأخبية رفعها الموكلون بها كل واحد اسمه وعينه إلى القبة السلطانية وعند الرحيل كذلك تدفع لهم بالإحصاء والتقييد ومن ذلك مائة رحى من الذهب الخالص كقرص الشمع في كل رحى وزن أربعة آلاف ريال وكانت تكون محمولة على البغال في أعدالها مغطاة بالقطائف المسماة عند المغاربة بالحنابل مشدودا عليها بالحبال أربع أرحاء في كل