@ 6 @ .
عدلين فالمجموع خمس وعشرون بغلة تسير أمامه فإذا نزل الجيش رفعت إلى القبة السلطانية كالذي قبلها .
وكان السلطان المولى عبد الله رحمه الله يرى ذلك من الحزم حيث يحمل ماله معه أينما سار لا يفارقه ومما وجده سيدي محمد من مال والده أيضا ثلاثمائة ألف ريال إلا خمسة عشر ألفا ووجد نحو العشرين ألفا من الموزونات الدقيقة من ضرب سكته هذا ما خلفه رحمه الله من المال الصامت وكان يكون على يد القائد علال بن مسعود من وصفانه فحاز ذلك كله أمير المؤمنين سيدي محمد ونقله إلى محلته ووكل به وزعته وتقدم إلى أصحابه بأن يعاملوا أصحاب أبيه بالتوقير والاحترام ونظمهم في سلك خدمته فمن ظهرت نجابته أدناه ومن لا عبرة به أقصاه .
ثم وفد عليه بفاس عامة قبائل الغرب وازدلفوا اليه بالهدايا والتحف فأكرم كلا بما يناسبه وكان في ابتداء أمره سهل الحجاب رفيقا لم يعزل أحدا من قواد القبائل وعمال الحواضر الذين كانوا في دولة أبيه في حكم الاستبداد بل أبقى ما كان ولم ينكب أحدا إلا بعد الاستبراء والاختبار غير أن أهل تطاوين كان قائدهم أبو عبد الله محمد بن عمر الوقاش منحرفا عنه أيام خلافته بمراكش فكان إذا كتب اليه بأمر نبذه وراء ظهره وربما قال للرسول المرأة لا تتزوج برجلين أو كلاما يشبه هذا يعني أنه مجبور لطاعة السلطان المولى عبد الله .
فلما بويع السلطان سيدي محمد وقدم حضرة فاس انقبض عنه الوقاش المذكور وعاذ بضريح الشيخ عبد السلام بن مشيش بماله وولده خوفا على نفسه من السلطان لسوء ما قدم ثم قدم عليه أهل تطاوين طائعين متنصلين من فعل عاملهم المذكور ومخبرين بشأنه فولى السلطان عليهم الفقيه أبا محمد عبد الكريم بن زاكور أحد كتابه كان بعثه من مراكش إلى العرائش واليا عليها فلما وفد عليه أهل تطاوين ولاه عليهم لكونه حضريا مثلهم وأقام السلطان سيدي محمد رحمه الله بفاس شهرين وعاد إلى مكناسة والله أعلم