@ 166 @ .
أطلق يد الجيش على الأمراس فانتشلوا ما فيها من قمح وشعير فأتوا عليه ثم تتبع حاشية الريفي من عمال وكتاب وغيرهم ممن كان له به اتصال فاستصفى ما عندهم من المال والذخيرة إلى أن استوفى غرضه .
وكان هذا الريفي قد رسخ مجده بطنجة وأعمالها وعظمت ثروته لامتداد الدولة له ولأبيه بها منذ الفتح فكان ظفر السلطان المولى عبد الله بخزائنه من باب الظفر بالكنوز القارونية وقدمت عليه في أثناء ذلك وفود القبائل التي هنالك فعفا عنهم وأمنهم وأقام رحمه الله بطنجة أربعين يوما وانقلب راجعا إلى فاس مؤيدا منصورا وبالله التوفيق $ اعتراض المولى المستضيء للسلطان المولى عبد الله وعود الكرة عليه ومقتل بني حسن $ .
لما انهزم المولى المستضيء من مكناسة بعد إيقاعه بأهلها خرج إلى حلة بني حسن وأقام بين أظهرهم فاتصل به خبر مقتل ناصره ووزيره على أمره أحمد الريفي ففت ذلك في عضده وهد أركانه ثم لما بلغه فتح طنجة واستيلاء السلطان عليها استأنف جده وأرهف حده وأخذ في تحريض العبيد وبني حسن على تجديد البعث والنهوض لاعتراض أخيه السلطان المولى عبد الله مرجعه من طنجة فخرج كبير بني حسن يومئذ وهو قاسم أبو عريف يطوف في أحيائها ويستنفر جموعها وخرج المولى المستضيء في لمة من وجوه العبيد إلى مشرع الرملة فجهز بها عشرة آلاف فارس من عبيده ووافاه قاسم أبو عريف بمثلها من بني حسن فكان مجموع الجيشين عشرين ألفا سوى من انضاف إليهم ثم ساروا لاعتراض السلطان ولا علم له بهم .
وقدم المولى المستضيء أمامه الطلائع والعيون فعادوا إليه بخبر السلطان وأنه بائت تلك الليلة بدار العباس فصبحه المولى المستضيء في جموعه على حين غفلة منه فلم يرع السلطان المولى عبد الله إلا نواصي الخيل مقبلة