@ 167 @ إليه فعبأ جيشه على عجل وأقام الرماة حوالي المحلة ثم صمد إليهم في الخيل وأنشب القتال فلم تكن إلا ساعة حتى انهزم بنو حسن وولوا الأدبار وكانوا ميمنة الجيش وثبت المولى المستضيء والعبيد في الميسرة فصمد إليه السلطان وصدقه القتال فهبت ريح النصر وتمت الهزيمة على المولى المستضيء وعبيده ومروا على وجوههم لا يلوون على شيء فجرد السلطان مع القائد أبي عزة صاحب الشربيل كتيبة من الخيل في أثرهم وتقدم إليهم أن لا يقتلوا أحدا من العبيد وإنما يجردونهم لا غير فلم يقتل أحدا من العبيد في هذه الوقعة واستحر القتل في بني حسن فهلك منهم ما ينيف على الألف وانتهب منهم أكثر من خمسة آلاف فرس ومن السلاح مثل ذلك وهذه الوقعة هي التي خضدت شوكة بني حسن وفلت من غربهم ونجى المولى المستضيء في فلهم وأقام بحلتهم ينتظر أن تدول له دولة لأنهم كانوا شيعته كأهل دكالة وأهل مراكش وكان أخوه المولى الناصر خليفته على مراكش كما مر .
وقفل السلطان المولى عبد الله إلى فاس الجديد فاحتل بها وفرق المال على أخواله وعبيده وأسهم لأهل فاس وأقام بدار الدبيبغ إلى أن دخلت سنة سبع وخمسين ومائة وألف فقدم عليه في شهر ربيع الثاني منها جماعة من قواد العبيد تائبين خاضعين متنصلين مما فرط منهم فعاتبهم وقال لهم لا كلام اليوم بيني وبينكم حتى أقطع دابر بني حسن ومن معهم من شيعة المستضيء ثم عفا عنهم وأعطاهم الراتب وأمرهم بالقدوم عليه إلى مكناسة بقصد غزو بني حسن فعادوا إلى مشرع الرملة عازمين على ذلك وأخذ هو في الاستعداد أيضا ونهض من فاس في جيش العبيد والودايا وأهل فاس والحياينة وشراقة وأولاد جامع وعرب الغرب ولما انتهى إلى مكناسة وافاه بها عبيد مشرع الرملة في وجوههم وأهل الحل والعقد منهم فجددوا التوبة واستأنفوا البيعة بمحضر القضاة والعلماء وأعطوا صفقة الطاعة من عند آخرهم والله غالب على أمره