@ 165 @ .
مقدمتهم ففضها وكان فيها أهل الفحص وبداوة وطليق والخلط ثم ظهرت كتيبة أهل الريف التي فيها قلب العسكر وحده وفيها الباشا أحمد بن علي فحمل عليها السلطان حملة ثانية ألحقها بالمقدمة وتقوضت جموع الريفي من كل جانب وانهزموا للحين ومروا على وجوههم لا يلوي حميم على حميم ومضى جيش السلطان في أثرهم يقتلون ويسلبون إلى أن جنهم الليل وقتل الريفي في المعركة وبقيت الأبنية والأثقال بيد السلطان كما هي فنزل بها بدار العباس وعادت العساكر مساء بالغنائم وبرأس الباشا أحمد بن علي الريفي عرفه بعضهم بين القتلى فأزال رأسه وأتى به السلطان فسر به وبعث به إلى فاس فعلق بباب المحروق وانقضى أمل أحمد الريفي وذهبت أيامه و ! < كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام > ! الرحمن 26 وقد خلف هذا الريفي آثارا كثيرة بطنجة وتطاوين وأعمالها من أبنية وغيرها تشهد بعلو همته رحمه الله $ زحف السلطان المولى عبد الله إلى طنجة واستيلاؤه عليها $ .
لما فرغ السلطان المولى عبد الله رحمه الله من أمر الريفي أصبح غاديا يؤم طنجة ولما شارفها خرج إليه رجالها يحملون المصاحف على رؤوسهم والصبيان يحملون الألواح بين أيديهم مستشفعين تائبين فعفا عنهم إلا من كان من بطانة أحمد الريفي ودخل السلطان طنجة واستولى عليها وأمر بالاحتياط على دار الريفي ومتاعه ثم أمر الخواجا عديلا في جماعة من تجار فاس بإحصاء ما بدار الريفي فدخلوها وتطوفوا خزائنها واستخرجوا ما فيها من مال وسلاح وسروج وكسى وملف وكتان وفرش وخرثي وأثاث يفوق الحصر فأحصى ذلك كله وأحصى العبيد والإماء والخيل والبغال وجميع الماشية من إبل وبقر وغنم فجيء من ذلك بشيء كثير فأعطى الماشية كلها للبربر ثم