@ 164 @ وزرارة وأهل السوس خيلهم ورماتهم رحى واحدة وعقد عليهم لحاجبه القائد عبد الوهاب اليموري وسار على هذه التعبية فلقيه شراقة وأولاد جامع وأولاد عيسى فجعلهم رحى واحدة وعقد عليهم للشيخ أبي العباس أحمد بن موسى الشرقي ولما عبر وادي ورغة لقيه أهل الغرب في جموعهم ينتظرونه هنالك فباتوا معه تلك الليلة بعين قرواش ومن الغد جعل بني مالك في رحى وعقدهم عليهم لقائدهم أبي سلهام الجمادي وجعل سفيان في رحى وعقد عليهم لقائدهم عبد الله السفياني وسار على هذه التعبية في ظل النصر والسعادة .
وأما المولى المستضيء في العبيد وبني حسن فإنه لما بلغه نهوض السلطان المولى عبد الله من فاس خالفه إلى مكناسة دار الملك فدخلها على حين غفلة من أهلها وعاث وانتهب وفعل فيها بنو حسن الأفاعيل من سبي النساء والذرية وغير ذلك ثم تدارك أهل مكناسة أمرهم وتجمعوا لحرب عدوهم فقاتلوا بني حسن في وسط المدينة وردوهم على أعقابهم وقتلوا منهم ما لا يحصى ورجعوا منهزمين وأما أحمد الريفي فإنه زحف إلى القصر في جموع لا تحصى من أهل الريف والفحص والجبل وأهل العرائش والقصر والخلط وطليق وبداوة وغيرهم وأقام ينتظر سلطانه المولى المستضيء وجمعه .
ولما أبطأ عليه واتصل به خبر زحف السلطان المولى عبد الله إليه ارتحل من القصر عامدا نحوه فالتقى الجمعان عشية ذلك اليوم بدار العباس على وادي لكس وقال في نشر المثاني كان اللقاء بالموضع المسمى بالمنزه من أحواز القصر في رابع جمادى الآخرة سنة ست وخمسين ومائة وألف .
ولما تراءى الجمعان هم جيش السلطان المولى عبد الله بالنزول فقال السلطان رحمه الله لا نزول إلا على الغنيمة أو الهزيمة ثم عبر إليهم في جنوده وأعجلهم على النزول وصمد إليهم في كتيبة من أخواله وعبيده فخالط