@ 137 @ .
وعادوا إلى بلادهم ومضى هو إلى مراكش ومنها ذهب إلى السوس فنزل بوادي نول على أخواله المغافرة وكان معه يومئذ ولداه المولى أحمد في سن البلوغ والمولى محمد السلطان بعده صغيرا وأقام عند المغافرة نحو ثلاث سنين وأما والي فاس محمد بن علي بن يشي فإنه لما اتصل به فرار السلطان من مكناسة فر هو أيضا عن فاس ليلا ولم يصبح إلا بزرهون فاطمأن بها جنبه وكان ما نذكره $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن إسماعيل المعروف بالأعرج رحمه الله $ .
لما فر أمير المؤمنين المولى عبد الله بن إسماعيل من مكناسة إلى وادي نول اجتمع عبيد الديوان واتفقوا على بيعة المولى أبي الحسن علي بن إسماعيل المعروف بالأعرج وكان يومئذ بسجلماسة فكتبوا إليه بذلك وبعثوا بالكتاب مع جريدة من الخيل لتأتي به فأقبل مسرعا ولما وصل إلى مدينة صفرو لقيه بها أعيان فاس وأشرافها وعلماؤها فبايعوه ففرح بهم وأكرمهم وعادوا في صحبته إلى فاس الجديد فولى عليهم مسعودا الروسي وذلك في ربيع الثاني سنة سبع وأربعين ومائة وألف وأمره أن لايقبض منهم إلا الزكوات والأعشار الشرعية وما جرت به العادة من الهدايا الخفيفة .
وكان رحمه الله موصوفا بالحلم والعقل متوقفا في الدماء فستره الله في آخر أمره وأجمل خلاصه ثم نهض إلى مكناسة ولما قدمها بايعه الجيش بها البيعة العامة هكذا في البستان .
ورأيت بخط جدنا الإمام الفقيه الأستاذ أبي عبد الله محمد بن قاسم بن زروق الحسني الإدريسي ما نصه وفي اليوم الأول من جمادى الأولى من