@ 128 @ .
رحمته وأزاح نقمته فصارت القلوب ناعمة بعد بؤسها والوجوه ضاحكة بعد عبوسها والشرور والفتن قد أدبرت وأعلام الأمن والعافية قد أقبلت فوفق الله جيوش المسلمين للأعمال المرضية والهمم لما فيه صلاح الدنيا والدين والراعي والرعية فاقتضى نظرهم السديد ورأيهم الموفق الرشيد بيعة من في أفق السعادة قد طلع وظهر في سماء المعالي بدره وارتفع الإمام الهمام العلوي الهاشمي العدل في الأحكام الموصوف بالكرم والشجاعة والشهامة والحزم والنجدة والزعامة المتواضع لله المتوكل في جميع أموره على الله أمير المؤمنين مولانا عبد الله بن الشريف الجليل الماجد الأصيل أمير المؤمنين مولانا إسماعيل ابن مولانا الشريف فبايعوه أعزه الله على كتاب الله وسنة الرسول وإقامة العدل الذي هو غاية المأمول بيعة التزمتها القلوب والألسنة وسعت إليها الأقدام والرؤوس خاضعة مذعنة لا يخرجون له من طاعة ولاينحرفون عن مهيع الجماعة أشهدوا على أنفسهم عالم الطويات المطلع على جميع الخفيات قائلين إننا بايعناك وقلدناك لتسير فينا بالعدل والرفق والوفاء والصدق وتحكم بيننا بالحق كما قال تعالى لنبيه في محكم وحيه ! < يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق > ! ص 26 وقال تعالى وقوله الحق ! < ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما > ! الفتح 10 وقال تعالى ! < ولا تكن للخائنين خصيما > ! النساء 105 وهذه الرعية تطلب من ربها أن يعين مالكها ويساعده ويقذف الرعب في قلب من يريد أن يعانده وأن يفتح عليه ما عسر على غيره ويمده بعزيز نصره إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وبيده القوة والحول نعم المولى ونعم النصير شهد بذلك على نفسه ومن معه العبد الفقير المذنب الحقير ممليها وكاتبها إدريس بن المهدي المشاط بمحضر فلان وفلان وجمهور الفقهاء والأعيان في يوم الاثنين سابع رمضان سنة إحدى وأربعين ومائة وألف .
ثم سافر السلطان في الحين إلى مكناسة كما نذكره