@ 127 @ .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يسأل عما يفعل يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء في أي وقت شاء وأراد ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله الشفيع في أمته يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا يقبل من القاسطين فداء بطريف ولا تلاد صلى الله عليه وسلم الذين أظهروا الشريعة ومحوا الظلم محمو المداد أما بعد حمد الله الذي أمر بطاعة أولي الأمر ووعد من نصر دينه بالظفر والنصر فقال عليه السلام ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان وفي صحيح مسلم أيضا عنه صلى الله عليه وسلم قال من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد وأراد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كره من أميره شيئا فليصبر فإن من خرج عن السلطان شبرا مات ميتة جاهلية وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن عقبة لعلك لا تلقاني بعد اليوم فعليك بتقوى الله تعالى والسمع والطاعة للأمير وإن عبدا حبشيا .
واتفق أئمة الدين على أن نصب الإمام واجب على المسلمين وإن كان من فروض الكفاية كما أن القيام بذلك من الواجبات كما دلت عليه نصوص الأحاديث والآيات وقال الشاعر .
( لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم % ولا سراة إذا جهالهم سادوا ) .
ولما كان من أمر الله سبحانه ما أراده وقدره فقبض إليه خليفته وأقبره دهش المسلمون وخافوا من توالي الشرور والفتن فتوجهوا إليه سبحانه في أن يغمد عنهم السيوف وطلبوا من فضله المعهود أن يصرف عنهم ضروب المحن والحتوف فأجاب الكريم الدعوات ونفس الهموم والكربات ونشر