@ 183 @ بالله ثم وثب عليه أخوه أبو محمد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة فقتله وقام بالأمر مكانه وتلقب بالمعتز بالله وأقام على ذلك مدة وأمر مكناسة يومئذ قد تداعى إلى الانحلال وأمر زناتة قد استفحل بالمغرب إلى أن زحف خزرون بن فلول الزناتي ثم المغرواي إلى سجلماسة سنة ست وستين وثلاثمائة فبرز إليه ابو محمد المعتز فهزم خزرون وقتله واستولى على بلده وذخيرته وبعث برأسه إلى قرطبة وكان ذلك لأول حجابة المنصور بن أبي عامر المستبد على بني أمية بالأندلس وانقرض أمر بني مدرار والبقاء لله .
وقد لخصنا هذه الدولة المدرارية من كتاب العبر وسردناها هنا استطرادا ثم نعود إلى موضوعنا الذي كنا فيه وبالله التوفيق $ ولاية محمد بن الأشعث على المغرب $ .
لما ارتكبت ورفجومة من أهل القيروان ما ارتكبته وفد جماعة من رجالات العرب بها على الخليفة المنصور واستصرخوه على الخوارج وشكوا إليه تسلقهم على كرسي الإمارة بالقيروان فوجه المنصور محمد بن الأشعث الخزاعي واليا على مصر وأمره باستنقاذ إفريقية من البربر فوجه محمد بن الأشعث أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلي سنة اثنتين واربعين ومائة فخرج إليه أبو الخطاب المعافري وهزمه بسرت قريبا من طرابلس واستولى على عسكره .
ورجع أبو الأحوص مفلولا إلى مصر فكتب المنصور إلى ابن الأشعث