@ 184 @ يأمره بالمسير إلى المغرب بنفسه فسار إليه في أربعين ألفا ومعه الأغلب بن سالم التميمي فلقيهم أبو الخطاب بسرت أيضا فأوقع به ابن الأشعث وقتله واستلحم جموعه .
وطار الخبر بذلك إلى عبد الرحمن بن رستم بمكانه من القيروان فاحتمل أهله وولده ولحق بإباضية المغرب الأوسط ونزل على لماية بطن من بني فاتن بن تامصيت بن ضرى من البتر لحلف كان بينه وبينهم فالتفوا عليه وبايعوا له بالخلافة وتفاوضوا في بناء مدينة تكون كرسيا لإمارتهم شأن الصفرية من بني مدرار فشرعوا في بناء مدينة تاهرت سنة أربع وأربعين ومائة فعمرت واتسعت خطتها وتوارثها بنو رستم واقتطعوها عن نظر ولاة المغرب .
وكان يسلم عليهم بالخلافة على ما هو المعروف منذهب الخوارج إلى أن انقرضت دولتهم على يد العبيديين أواخر المائة الثالثة .
وأما ابن الأشعث فإنه استقر بالقيروان غرة جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائة وشرع في بناء سورها في ذي القعدة من السنة وتم في رجب سنة ست وأربعين ومائة وضبط المغرب أحسن ضبط وافتتح طرابلس واستعمل عليها المخارق بن غفار الطائي وعلى طبنة والزاب الأغلب بن سالم وخافه البربر .
ثم ثار عليه عيسى بن موسى بن عجلان الخراساني أحد الجند في جماعة من قواد مضر ونفوه عن القيروان فقفل إلى المشرق ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة فكانت ولايته نحو أربع سنين