@ 182 @ .
ثم بايع أهل سجلماسة من بعده الفتح بن ميمون الأمير وكان أباضيا وهلك على رأس المائة الرابعة فولي أخوه أحمد بن ميمون الأمير واستقام أمره إلى أن زحف مصالة بن حبوس الكتامي قائد الشيعة العبديين في جموع كتامة إلى المغرب الأقصى سنة تسع وثلاثمائة فدوخه وأخذ أهله بدعوة صاحبه عبيد الله المهدي وافتتح سجلماسة وتقبض على صاحبها أحمد بن ميمون الأمير ثم ولى عليها من قبله محمد بن بسادر بن مدرار فلم يلبث أن استبد على الشيعة وتلقب بالمعتز وهلك سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وولي ابنه المنتصر محمد بن المعتز فمكث عشرا وهلك وولي ابنه المنتصر سمكو شهرين وكانت جدته تدبر أمره لصغره .
ثم ثار عليه ابن عمه محمد بن الفتح بن ميمون الأمير ورفض الخارجية ونادى بالدعوة العباسية وأخذ بمذهب أهل السنة وتلقب بالشاكر لله واتخذ السكة باسمه فكانت تسمى بالدراهم الشاكرية .
قال ابن حزم وكان في غاية العدل وكانت سكته في غاية الطيب واستمر إلى أن زحف جوهر الكاتب قائد المعز العبيدي في جموع صنهاجة وكتامة إلى المغرب الأقصى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة فغلب على سجلماسة وفر عنها محمد بن الفتح إلى حصن تسكرات على أميال منها ثم دخل سجلماسة متنكرا فعرفه رجل من مضغرة وأعلم به جوهرا فتقبض عليه وساقه أسيرا مع أحمد بن أبي بكر الزناتي صاحب فاس إلى المهدية كما نذكره .
ثم لما انتقض المغرب على الشيعة وأخذ زناته بطاعة الحكم المستنصر صاحب الأندلس ثار بسجلماسة قائم من ولد الشاكر لله وتلقب بالمنتصر