@ 120 @ .
وقضاتها وعلماؤها وأشرافها فبايعوه وكتب بيعته إلى الآفاق ومن الغد قدم عليه أعيان فاس من العلماء والأشراف وغيرهم ببيعتهم فدخلوا عليه وبايعوه ثم قدمت عليه الوفود للتهنئة من حواضر المغرب وبواديه فجلس لملاقاتهم وقابلهم بما يجب من البشر إلى أن قرع من شأنهم وتفقد أخاه المولى أحمد المخلوع فأمر به إلى فاس كي يسجن بها ثم بدا له فأمر بتوجيهه إلى سجلماسة .
قال في الأزهار الندية لما بعث السلطان المولى أبو مروان بأخيه المولى أحمد المخلوع إلى تافيلالت كتب إلى عامله بها أن يسمل عينيه بفور بلوغه فنما ذلك إلى المولى أحمد ففر إلى زاوية الشيخ أبي عثمان سيدي سعيد آحنصال وكان مقدم الزاوية يومئذ السيد يوسف ابن الشيخ سعيد المذكور وكان يتكلم في الحدثان فقال للمولى أحمد إنك سترجع إلى الملك فكان كما قال ورجا الناس أن يكون السلطان المولى أبو مروان كأبيه وأن يسير فيهم بسيرته ويسد مسده فخاب الظن وأخفق المسعى .
( وابن اللبون إذا ما لز في قرن % لم يستطع صولة البزل القناعيس ) .
وأمسك الله يده عن العطاء فلم يسمح للعسكر ولا للوفود بدرهم فكان ذلك من أكبر الأسباب في اختلاف أمره وتفسخ دولته فطلب العسكر البخاري منه جائزة البيعة على العادة فبعث اليهم بأربعة آلاف مثقال وكان راتبهم على عهد السلطان المولى إسماعيل رحمه الله مائة ألف مثقال ولما بويع السلطان المولى أحمد زادهم في الراتب خمسين ألفا فلما وصلت إليهم جائزة المولى أبي مروان سقط في أيديهم وعلموا أنهم لم يصنعوا شيئا في بيعته وتناجوا بعزله وأضمروا ذلك وتحينوا وقت الفرصة فيه فنما إليه ذلك عنهم فأخذ حذره وصار يكاتب قبائل العرب ويعدهم ويمنيهم ويحضهم على اجتماع كلمتهم كي ينفعوه يوما ما ظنا منه أنهم يقاومون