@ 119 @ .
جانب السلطان القائد أبو عمران موسى الجراري ساعيا في الصلح فاجتمع أهل فاس وفاوضهم في ذلك فأذعنوا وبعثوا معه جماعة من الأعيان والعلماء والأشراف يفدون على السلطان ليتم لهم ذلك بعد أن أخذوا جماعة من أصحاب أبي عمران توثقا بإخوانهم ولما قدم أولئك الوفد مكناسة منعوا من الدخول على السلطان ورجعوا إلى فاس مخفقين واستمر الأمر على حاله إلى أن كاتبهم عبيد الديوان يطلبون منهم موافقتهم على عزل السلطان المولى أحمد وتولية أخيه المولى عبد الملك صاحب السوس فأجابوهم إلى ذلك وطاروا به كل مطير وأكرموا وفدهم وحالفوهم على الوفاء ورجع العبيد إلى مكناسة شاكرين ففاوضوا من بها من قواد الجند وتذاكروا فيما وقع فيه الناس من الفساد وانقطاع السبل وتعذر الأسباب وتحققوا بما أتوه من سوء التدبير في تقديم المولى أحمد لكونه كان ضعيف المنة غير مطلع بأعباء الخلافة فأجمعوا على عزله واستبدال غيره به ولما تم أمرهم على ذلك بعثوا إلى أخيه المولى عبد الملك جريدة من الخيل وكتبوا إليه كتابا يستحثونه للقدوم وأعلموه بما أجمع عليه رأيهم فأجاب وأقبل مسرعا نحو مكناسة ولما انتهى إلى وادي بهت واتصل خبره بالعبيد دخلوا على السلطان المولى أحمد وقبضوا عليه وأخرجوه من دار الملك مخلوعا وسجنوه بداره التي كان يسكن بها قبل البيعة خارج القصبة وكان ذلك في شعبان سنة أربعين ومائة وألف $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين المولى أبي مروان عبد الملك بن إسماعيل رحمه الله $ .
لما خلع السلطان المولى أحمد رحمه الله وسجن خارج القصبة كما مر اجتمع من الغد الجيش كله وركبوا لملاقاة المولى أبي مروان عبد الملك بن إسماعيل فأجتمعوا به خارج مكناسة وأدوا واجب الطاعة والتفوا عليه ودخلوا به الحصرة في زي الملك وأهبة السلطان ثم حضر أعيان الدولة وأمراؤها