@ 121 @ .
العبيد ثم كتب إلى البربر أيضا يغريهم بالعبيد وأغرى العبيد بالبربر وقال لهم في جملة من ذلك إنه لا يستقيم لنا أمر إلا بعد الإيقاع بهؤلاء البربر وشغلهم بالاستعداد لغزوهم وكتب إلى أهل فاس يأمرهم أن يبعثوا رماتهم إلى حضرته لغزو البربر وأخذ في التضريب بين العسكر والبربر واطلع العبيد على خسئته فحاصوا عنه حيصة حمر الوحش وأصفقوا على عزله ورد أخيه المولى أحمد لملكه لسخائه وبسط يده وكذبوا فإن المولى أبا مروان رحمه الله كان أنسب حالا بالخلافة من أخيه المولى أحمد لنجدته وحزمه وكان قد عزم على تطهير الحضرة وبساط الدولة من افتيات العبيد وتحكمهم على أعياصها إلا أنه لم يحكم التدبير في ذلك فعاجلوه قبل أن يعاجلهم .
ولما تحقق المولى أبو مروان بما عزم عليه العبيد من خلعه بعث إليهم الشيخ البركة مولاي الطيب بن محمد الوزاني واعظا ومذكرا فأتاهم ووعظهم ووعدهم الخير إن أقلعوا ونهاهم عن الخروج على السلطان واتباع سبيل السلطان وخوفهم في ذلك من سخط الله فما زادهم إلا نفورا ثم بعثوا بجريدة من الخيل إلى سجلماسة ليأتوا بالمولى أحمد وفي أثناء ذلك ركب العبيد من الديوان وأغاروا على مكناسة فاكتسحوا سرحها ثم اقتحموا المدينة فنهبوها واستباحوا حرماتها وقتلوا من ظفروا به من أعيانها ثم دخلوا دار الملك للقبض على السلطان المولى أبي مروان فلم يجدوه لأنه لما سمع بما فعله العبيد بمكناسة ركب في جماعة من أصحابه وفر إلى فاس فدخل حرم المولى إدريس رضي الله عنه واستجار به وبعث إلى أهل فاس فاستجار بهم فوعدوه الدفاع عنه والقيام بأمره .
ولما علم العبيد بموضع المولى أبي مروان من فاس وما وعده به أهلها حبسوا رماتهم الذين كانوا قد قدموا مكناسة بقصد غزو البربر كما تقدمت الإشارة إليه وثقفوهم حتى يقدم السلطان المولى أحمد من سجلماسة ويرى فيهم وفي أخيه رأيه وكان ذلك في ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف