@ 181 @ كان يرى رأي الخوارج وكان أبو القاسم المذكور صاحب ماسية وهو الذي بايع لعيسى بن يزيد وحمل قومه على طاعته فلما خلعوا عيسى بايعوا أبا القاسم من بعده وقام بأمرهم إلى أن هلك سنة سبع وستين ومائة .
وكان يخطب في عمله للمنصور ثم للمهدي من بني العباس ولما هلك ولوا عليهم ابنه إلياس بن أبي القاسم وكان يدعى بالوزير ثم انتفضوا عليه سنة أربع وسبعين ومائة فخلعوه وولوا مكانه أخاه اليسع بن أبي القاسم وكنيته أبو منصور وكان صفريا وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة وهو الذي أدار سورها وأتم بناءها واختط بها المصانع والقصور وانتقل إليها آخر المائة الثانية وهلك سنة ثمان ومائتين وولى بعده ابنه مدرار ولقبه المنتصر وطالت مدته وكان له ولدان كل منهما اسمه ميمون أحدهما لأروى بنت عبد الرحمن بن رستم صاحب تاهرت والآخر لبغي وكان يعرف بالأمير فتنازعا وتداولا الأمر بينهما استبدادا على أبيهما ودامت الحرب بينهما ثلاث سنين وهلك أبوهما مدرار سنة ثلاث وخمسين ومائتين في نوبة ميمون الأمير واستمر ميمون هذا في استبداده إلى أن هلك سنة ثلاث وستين ومائتين وولي ابنه محمد بن ميمون وكان إباضيا وتوفي سنة سبعين ومائتين فولي اليسع بن المنتصر .
وفي أيامه قدم عبيد الله المهدي أول خلفاء العبديين من الشيعة وابنه أبو القاسم من المشرق فدخلا سجلماسة متنكرين وكان الخليفة المعتضد بالله العباسي قد أوعز إلى اليسع هذا بالقبض عليهما فنقب عنهما وقبض عليهما وأودعهما السجن إلى أن افتكهما مقيم دولتهما أبو عبد الله الشيعي المعروف بالمحتسب فإنه اقتحم سجلماسة في خبر معروف وأخرج عبيد الله وابنه من السجن وقتل اليسع سنة ست وسبعين ومائتين