@ 117 @ .
يعني أنه ثالث العمرين وقد كان يصرح بذلك ثم قال .
( ففرطوط والرحمون والكوط عصبتي % وراغون كنزي والصغير به القهر ) .
( أولئك أنصاري وأرباب دولتي % وأهلي وأصهاري هم الأنجم الزهر ) .
( وقد دام بالديمان مجدي وسؤددي % وفخري في الأقطار باد كما الفجر ) .
( هلالي بدا لما هلالي أجابني % وغيلان إذ لبى به عظم الوفر ) .
( ودولة أهل الريف حتما تمزقت % فلم يبق بالتحقيق عندي لها جبر ) .
( أذقناهم لما أتوا شر بأسنا % فأبوا سراعا والصوارم والسمر ) .
( تطير الأكف والسواعد منهم % هنيئا فحق للأنام بنا البشر ) .
( بخفي حنين آب عنا كبيرهم % وما فاته منا نكال ولا خسر ) .
( فمن ذا يضاهيني ومالي وافر % وذكري مغمور به البر والبحر ) .
إلى غير هذا مما لا غرض لنا في جلبه وقد أجابه الفقيه أبو عبد الله محمد بن بجة الريفي ثم العرائشي بقصيدة يقول فيها .
( في صفحة الدهر قد خطت لنا عبر % منها ادعاء الحمار أنه بشر ) .
( من مر عنه الصبا وما رأى عجبا % خبره بعجاب دهره الكبر ) .
وهي طويلة إلا أن قائلها لم يحكم صناعة الشعر فلذا تركناها .
ولما اتصل خبر هذه الوقعة بأمير المؤمنين المولى أحمد رحمه الله أغضى عن الفريقين ودخل داره وعكف على ملذاته وترك الناس وشأنهم وثار ببلاد الغرب والقصر وأعماله فساد كبير بين القبائل وأصحاب المخزن وهلك في ذلك بشر كثير وسقطت هيبة الخلافة وانحل نظام الدولة بالمرة لا سيما مع ما دهاها من قتل رجالها القائمين بأمورها وكان ذلك منتهى مراد العبيد فقد كان علي بن يشي أمير الأمراء ورئيس البربر وغيرهم وكان أحمد بن علي أمير جبال مرموشة وبني وراين وعرب الحياينة وبرابرة غياثة والجبال فكان رديف علي بن يشي ومباريه في نصح الدولة وجباية الأموال وكان ابن الأشقر أمير الزراهنة وعلى يديه أعشار القبائل كلها من أهل الغرب وبني حسن وغيرهم رديفا للأولين وكان القائد مرجان صاحب بيوت