@ 180 @ ورفجومة وسائر نفزاوة ثم ولى على القيروان عبد الرحمن بن رستم الفارسي وهو من أبناء رستم أمير الفرس يوم القادسية كان عبد الرحمن هذا من موالي العرب ومن رؤوس هذه البدعة فاستخلفه أبو الخطاب على القيروان ورجع هو إلى طرابلس للقاء العساكر القادمة من جهة الخليفة المنصور على ما نذكره .
ولما حصل هذا الاضطراب بالمغرب اجتمعت الصفرية من مكناسة بناحية المغرب الأقصى فنقضوا طاعة العرب وولوا عليهم عيسى بن يزيد الأسود من موالي العرب ورؤوس الخوارج واختطوا مدينة سجلماسة سنة أربعين ومائة من الهجرة ودخل سائر مكناسة من أهل تلك الناحية فيدينهم واقتطعوا سجلماسة وأعمالها عن نظر الولاة بالقيروان .
ومن هذا الاجتماع نشأت دولة بني مدرار ملوك سجلماسة فإن صفرية مكناسة لما بايعوا عيسى بن يزيد أقام أميرا عليهم نحو خمس عشرة سنة ثم سخطوا إمرته ونقموا عليه بعض أحواله فعمدوا إليه وأوثقوه كتافا ووضعوه على قنة حبل إلى أن هلك سنة خمس وخمسين ومائة واجتمعوا بعده على كبيرهم أبي القاسم بن سمكو بن واسول المكناسي الصفري كان أبوه سمكو من حملة العلم ارتحل إلى المدينة فأدرك التابعين وأخذ عن عكرمة مولى ابن عباس قاله عريب بن حميد القرطبي في تاريخه وكان عكرمة بربري الأصل كما عند ابن خلكان قال وقد تكلم الناس فيه لأنه