@ 93 @ .
أريحية الأدب وكتب له أخوه مولاي الشريف في صدر كتاب بعث به إليه ما خاطب به سيف الدولة بن حمدان أخاه ناصر الدولة .
( رضيت لك العليا وإن كنت أهلها % وقلت لهم بيني وبين أخي فرق ) .
( أما كنت ترضى أن أكون مصليا % إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق ) .
فاقترح المولى محمد على الشيخ أبي عبد الله المسناوي أن ينوب عنه في الجواب لأنه كان في جملة الوافدين عليه حينئذ فقال رحمه الله .
( بلى قد رضيت أن تكون مجليا % ويتلو نداكم في العلا من له السبق ) .
( ومالي لا أرضى لك المجد كله % وأنت شقيق النفس إن عرف الحق ) .
( ولكن ذوو الضغن انتحوا ذات بيننا % فغادرنا إفسادهم وبها رفق ) .
وفي هذا التاريخ أعني سنة سبع عشرة ومائة وألف انتزع النجليز جبل طارق من يد الإصبنيول حاصره ثلاثة أيام برا وبحرا في جند يسير فملكه لاشتغال الإصبنيول يومئذ عنه بأمر الفتنة التي حدثت في ملكه ولما ملكه النجليز عظم ذلك على أجناس الفرنج خصوصا الإصبنيول والفرنسيس ورأوا أن النجليز قد ملك عليهم باب أوروبا ولذا حاصروه مرارا فلم يحصلوا منه على طائل واستمر في يده إلى الآن .
ولما دخلت سنة تسع عشرة ومائة وألف ورد الخبر بموت المولى زيدان ابن السلطان بتارودانت وحمل في تابوت إلى مكناسة فدفن ليلا إلى جانب أخيه المولى محمد العالم .
وفي هذه السنة أمر السلطان بهدم قصر البديع الذي بناه المنصور السعدي بقصبة مراكش وقد تقدم الكلام عليه قال اليفرني في النزهة ومن العجائب أنه لم يبق بلد من بلاد المغرب إلا ودخله شيء من أنقاض البديع اه .
ثم دخلت سنة عشرين ومائة وألف فيها افتتح الترك مدينة وهران وكانت بيد الإصبنيول مدة فردها الله على المسلمين يومئذ وفيها أمر السلطان بقراءة حديث الإنصات يوم الجمعة عند خروج الخطيب وجلوسه على المنبر