@ 92 @ .
على أنني ما صليت عليه بغير إذن بل خرج الإذن من الدار المولوية وبلغ ذلك مبلغ الشهرة التي لم يبق معها شك وذلك على لسان مترجم ينسب الأمر إلى الجانب المولوي فلا افتيات بعد ذلك بل الواجب هو القيام بذلك ولو بغير إذن إجلالا وتعظيما لجانب مولانا نصره الله ولما قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في قضية الحديبيه امح لفظة رسول الله قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والله لا أمحوه أبدا فتعارض وجوب امتثال أمر الرسول بالمحو ووجوب الإجلال لمقامه الأرفع فرجح رضي الله عنه وجوب الإجلال ثم الصحيح أن الحدود كفارات ففي الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له اه باختصار .
قال أكنسوس وكانت هذه القضية من الفتن العظيمة بالمغرب عمت أهل القطر السوسي وخصت أعيان غيرهم من العلماء الذين كانوا يخالطون المولى محمد العالم لولا لطف الله تعالى فإن الشيخ أبا عبد الله المسناوي الدلائي كان من أخص الناس بالمولى محمد فوشى به إلى السلطان وقيل له إنه من شدة اتصاله به لا يغيب عنه عزمه على القيام عليك فهو إذا موافق له على ذلك فبادر بعض أصحاب السلطان ممن كان يجنح للمسناوي بالاعتذار عنه بأنه كان ينهاه عن القيام وأنشد للمسناوي في ذلك .
( مهلا فإن لكل شيء غاية % والدهر يعكس حيلة المحتال ) .
( فالبدر ليس يلوح ساطع نوره % والشمس فاهرة السنا في الحال ) .
( فإذا توارت بالحجاب فعند ذا % يبدو بدو تعزز وجمال ) .
فوقع ذلك من السلطان وتحقق براءة الشيخ رحم الله الجميع قال أكنسوس وقولنا عمت أهل القطر السوسي لأن ظهوره التام إنما كان هنالك ولأن جل من ينتسب إلى العلم والصلاح منهم كانوا معه موافقين له ومؤيدين فعله اه قال في نشر المثاني كان المولى محمد العالم ماهرا في فنون شتى كالنحو والبيان والمنطق والكلام والأصول وكان ينفعل للشعر وتأخذه