@ 173 @ عبد الرحمن هذا لما صنعوا بابن عنه وعزم على الطلب بدمه فاجتمع إليه نحو مائة ألف من عرب الأندلس وبربرها وعمد إلى بلج فقتله في خبر طويل .
ثم حاول عبد الرحمن التغلب على الأندلس فلما قدم أبو الخطار واليا عليها من قبل حنظلة بن صفوان أيس منها وركب البحر إلى المغرب فاحتل بتونس في جمادى الأولى سنة ست وعشرين ومائة وقد توفي هشام وولي الخلافة بعده الوليد بن يزيد الفاسق فدعا عبد الرحمن أهل تونس إلى نفسه فأجابوه وبلغ ذلك حنظلة صاحب القيروان فكره قتال المسلمين وسفك دمائهم فبعث إليه جماعة من وجوه الجند يدعونه إلى الطاعة فلما وصلوا إليه انتهز الفرصة وأوثقهم في الحديد وأقبل بهم إلى القيروان فيمن اجتمع إليه وأرسل إلى أوليائهم يحذرهم قتاله ويقول إن رميتم ولو بحجرة قتلت من في يدي فأحجموا عنه ضنا بأشرافهم عن القتل وعلم بذلك حنظلة فارتحل إلى المشرق سنة سبع وعشرين ومائة ودخل عبد الرحمن القيروان فتمكن منها واستولى على المغرب وهو أول متغلب عليه قالوا ولما ولي مروان بن محمد المعروف بالحمار الخلافة بعث إليه بعهده وكان أمر البربر يومئذ قد تفاقم وداء الخارجية قد أعضل ورؤوسها قد نبغت في كل جهة فانتقضوا من أطراف البقاع وتواثبوا على الأمر بكل مكان داعين إلى بدعتهم وتولى كبر ذلك منهم صنهاجة فإنهم التفوا على كبيرهم ثابت الصنهاجي وتغلبوا على باجة وثارت هوارة بطرابلس ملتفين على رئيسهم عبد الجبار والحارث وغير هؤلاء وكانوا على مذهب الإباضية فقتلوا عامل طرابلس بكر بن عيسى القيسي لما خرج يدعوهم إلى السلم وعظم الخطب فزحف إليهم عبد الرحمن بن حبيب سنة إحدى وثلاثين ومائة فظفر بالصنهاجي والهواري وقتلهما وقل جموعهما ثم زحف إلى عروة بن الوليد الصفري وكان قد ثار بتونس فقتله واستأصل الثوار وانقطع أمر الخوارج من