@ 174 @ إفريقية ثم زحف سنة خمس وثلاثين ومائة إلى جموع من البربر وكانوا قد تجمعوا بنواحي تلمسان فظفر بهم وفل جمعهم ورجع ثم أغزى جيشا في البحر إلى صقلية وآخر إلى سردانية فأثخنوا في أمم الفرنج حتى أذعنوا للجزية ودوخ عبد الرحمن أرض المغرب وأذل المعاندين إلى أن كان ما نذكره .
وأما أهل الأندلس فإنهم كانوا قد خلعوا أبا الخطار وولوا عليهم ثوبة بن سلامة الجذامي قال ابن بشكوال لما اتفقوا عليه خاطبوا بذلك عبد الرحمن بن حبيب فكتب إليه بعهده وذلك سلخ رجب سنة سبع وعشرين ومائة فضبط البلاد واستمر واليا سنتين أو نحوهما ثم هلك وولى أهل الأندلس عليهم يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب وهو ابن صاحب الترجمة ذكر الرازي أن مولده كان بالقيروان وأنه لما استولى أبوه على المغرب خرج يوسف هذا مغاضبا له لأمر اقتضى ذلك فقدم الأندلس واستوطنها وساد بها فأقامه أهلها واليا عليهم بعد أميرهم ثوابة وقد مكثوا فوضى أربعة أشهر وكان اجتماعهم عليه بإشارة الصميل بن حاتم الكلابي فاستبد يوسف بالأندلس وضبطها إلى أن دخل عليه عبد الرحمن بن معاوية الأموي المعروف بالداخل فانتزعها منه وأورثها بنيه كما سيأتي $ دخول عبد الرحمن الأموي إلى إفريقية وجوازه إلى الأندلس وتأسيسه للدولة الأموية بها $ .
ولما استقر قدم الدولة العباسية بالمشرق وانقرض أمر بني أمية سنة اثنتين وثلاثين ومائة وذهبوا في كل وجه أفلت عبد الرحمن بن معاوية هذا وقصد