@ 20 @ .
ومنها خرج عن فاس بالكلية وسكنت الفتنة وكان ذلك في رمضان سنة إحدى وستين وألف .
واستمر أحمد الدلائي أميرا على فاس إلى أن توفي في عشرين من ربيع الأول سنة أربع وستين وألف وخلفه أخوه محمد ومات سنة سبعين وألف رحم الله الجميع ثم وثب على فاس الجديد أبو عبد الله الدريدي فاستولى عليه $ استيلاء المولى محمد الشريف على وجدة وشنه الغارات على تلمسان وأعمالها وما نشأ عن ذلك $ .
لما أيس المولى محمد بن الشريف من فاس والمغرب صرف عزمه لتمهيد عمائر الصحراء وبلاد الشرق فسار يتقرى الحلل والمداشر والقرى إلى أن بلغ بسيط آنكاد فبايعته الأحلاف وهو العمارنة والمنبات من عرب معقل وبايعته سقونة منهم أيضا فسار بهم إلى بني يزناسن وكانوا يومئذ في ولاية الترك فأغار عليهم وانتهب أموالهم وامتلأت أيد العرب من مواشيهم ثم انثنى إلى وجدة وكان أهلها يومئذ حزبين بعضهم قائم بدعوة الترك وبعضهم خارج عنها فانحاز الخارجون إلى المولى محمد فأغزاهم بشيعة الترك فانتهبوهم وشردوهم عن البلد وصفت وجدة له فاستولى عليها وكان ذلك أعوام الستين وألف ثم دلته العرب على أولاد زكرى وأولاد علي وبني سنوس المجاورين لهم فشن عليهم الغارات وانتهبهم فدخلوا في طاعته ثم سار إلى ناحية ندرومة فشن الغارة على مضغرة وقديمة وطرارة وولهاصة ورجع إلى وجدة فأقام بها مدة ثم توجه إلى تلمسان فأغار على سرحها وسرح القرى المجاورة لها واكتسح بسائطها فبرز إليه أهلها ومعهم عسكر الترك الذي كان بالقصبة فأوقع بهم وقتل منهم عددا كثيرا ورجع عوده على بدئه إلى وجدة فشتى بها