@ 18 @ .
السادة أهل البصيرة أن ستدور عليكم منا الدائرة المبيرة أتطمعون في النجاة بعد ترويعكم الشرفاء والشريفات والعابدين والعابدات فشمروا إن شئتم عن ساعد الجد للصلح واغتنموا السلم ما دام يساعدكم وقت النجح فإن الحرب نار والتخلف عنها بعد إيقادها شنار والله يعلم أن هذه المراودة ليست بجزع ولا وجل منكم وما نشبهكم عند الهراش إلا بما يطيش حول المصابيح من الفراش بل المراد الأكيد نشر رداء التبري ليلا تجأرون متى أنشبنا فيكم مخالب التجري وما قذفتم به أعراضنا من خسة القدر وأننا قساة لا نصغي لقبول العذر فأنتم تنهون عن الفحشاء وقد ملأتم منها الأجشاء وإن زجرتم عنها قلتم كلا وحاشا لكن من نتج نسلا نسب إليه ومن خاف من شيء يسلط عليه وأما ما احتوى عليه بساط الغرب ما بين بربر وعرب فقد طمعنا من الله كونه في القبضة عندما تمكن إليه النهضة إن لم أكنه بالذات والديوان فبالأبناء والإخوان كعوائد الدول يشيد الأخير منها ما أسسه الأول وانظر ما يكون لخاطركم به اطمئنان فنساعدكم عليه الآن فلله دره من دغوغي أشاع عارك بأبيات أنشدناها مولاي محمد بن مبارك .
( واعلم بأنك من دجاجل مغرب % فبعيسى صولة نصره ستموت ) .
( أنتم عكاكز خلفتكم عاهر % وأبو يسير جدكم جالوت ) .
( شبانكم مرد وكل كهولكم % قرنان صنعة شيخكم ديوث ) .
( ضجرت لدولتكم سموات العلى % واستثقلتها الأرض والبهموت ) .
وما أنت في الحقيقة إلا قرد من القرود والقراد اللاصق في كل كلب مجرود وما حرصتم به من الصلح بين الملوك مكيدة فقد سبقكم بها السلطان أبو حمو رحمه الله وحتى الآن رغبتم في الخير فهو مطلبي ومغناطيس طبي وإن عشقتم الغير فجوابي لكم قول المتنبي .
( ولا كتب إلا المشرفية والقنا % ولا رسل إلا الخميس العرمرم )