@ 17 @ .
ثم انبرم الصلح بينهما على أن ما حازت الصحراء إلى جبل بني عياش فهو للمولى محمد وما دون ذلك إلى ناحية الغرب فهو لأهل الدلاء ثم استثنى أهل الدلاء خمسة مواضع أخر كانت في إيالة المولى محمد فجعلوها لهم وهي الشيخ مغفر في أولاد عيسى والسيد الطيب في قصر السوق وأحمد بن علي في قصر بني عثمان وقصر حليمة في وطن غريس وآسرير في فركلة فهذه الأماكن الخمسة شرطوا على المولى محمد أن لا يحرك لهم منها ساكنا .
وانبرم الصلح على ذلك ورجع أهل الدلاء في جموعهم فما كان غير بعيد حتى أطلع المولى محمد على ما أوجب الفتك بالشيخ مغفر وبعض من شرطوا عليه بقاءه ففتك بهم واصطلم نعمتهم فبلغ ذلك أهل الدلاء فجمعوا جموعهم ونهضوا إلى سجلماسة عازمين على استئصال المولى محمد وشيعته وأن لا يدعوا له قليلا ولا كثيرا وكتبوا إليه كتابا يتهددونه فيه ورموه بالغدر وأنه ناكث ومقسم حانث وأغلظوا له في الكلام وأفحشوا عليه في الملام .
فأجابهم المولى محمد برسالة يقول فيها إلى السيد محمد الملقب بالحاج ابن السيد محمد بن أبي بكر بن سيري الوجاري الزموري ومن شمله رداء الديوان من الأبناء والإخوان سلام على جلهم سلام استحباب وسنة فقد كتبناه إليكم من سجلماسة كتب الله لها من شركم أنفع التمائم وألبسها من الظفر بكم أرفع العمائم وبعد السلام فإن نيران هذه الفتن التي أضرمتموها بعد خمودها لستم لها بأهل إذ لم يعرفكم أهل المغرب إلا بإطعام قصاع العصائد وهجو بعضكم لبعض بما لا يسمع من بشيع القصائد أما العلوم فقد أقررنا لكم فيها إنصافا بالتسليم لو قصدتم بها العمل وأجر التعليم وايم الله لئن نظم فينا الديان يوما من الدهر شمل الديوان لتعاينن أنت أو بنوك ما يحبه لنا البنون والإخوان ولقد حدث