@ 100 @ بيده إلى التهلكة لا يشكي أهملناكم وأمهلناكم لعوائدكم من العبادة والطعام فطلعتم لنا في الحلوق عظاما ورعام لم تعلم الفقراء إلا بحرمة جاه الدخيل على صلح أو زواج أو لسماح البخيل وحتى الآن دعوناكم لعقد البيعة الواجبة لنا على كل من أطاع أو عصى من وجدة إلى حدود السوس الأقصى فنزهد لكم فيما يقوم بحق تلك الزاوية وأهلها بشرط أن تفيقوا من سنة الغفلة وجهلها وإن أمسكتم أقدام الانقياد عن سلوك سبيل السداد وقبول سوله فأذنوا بحرب من الله ورسوله فقد شيعنا لكم فقيهنا وقاضينا أبا عبد الله محمد المزوار فصددتموه أرهب صد وانقلب من المحاورة مردودا أقبح رد لو لم نبال بكم بالفكر والذكر ما صرفنا فيما سلف وصيفنا الأمين مباركا السوسي فشيد ضريح السيد محمد بن أبي بكر فدنستم خالص عرضه فإنه كان لكم علينا بريدا وبصيرة بما انطوت عليه منكم غرة السريرة فقص علينا دون أن نفحصه إن عين الجحش فراره ولا يسعنا أن تدعكم مع أشراف سجلماسة وبني موسى تلعبون بنا كهر الغالية في القفص لا يعطي غناء غلته إلا بوخز المسال التي تكلفه الرقص وحاصل الغرض تأدية البيعة كما عقدها أبوكم الأبر الجواد المرحوم الفاضل المجيد لأخينا الأرضى مولاي الوليد لتنتظم كلمة الإسلام في الأقطار إذ لو فعلتم لاقتفى أثركم جموع المنتجعين والأمصار وإن عظمت عليكم مفارقة تقبيل الرأس واليد والركبة فانتظروا صبيحة طلوعي عليكم طلوع الفجر على غسق الليل بخضرم خضرم من الرماة والخيل ونؤم بعدكم دولة الأشراف الصحراوية ونلوي على زاوية الساحل إلى أن تعود الإيالة الشيخية علوية عالية بالصيت والذكر أو تهوي إلى حضيض بني سعد بن بكر انتهى .
وكان جواب أهل زاوية الدلاء عن هذه الرسالة ما حاصله باختصار ولا زائد بعد حمد الله إلا أن مسطوركم الأحرش لما ورد ساحتنا سلب الأذهان والعقول فلا جارحة إلا ولها حصة من الطين فكادت الحبالى