@ 97 @ حافده وهو الفقيه العلامة الشهير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المسناوي بن محمد بن أبي بكر برسالة مستقلة .
ولما توفي خلف من الأولاد عدة فكان أكبرهم أبو عبد الله محمد الملقب بالحاج لأنه حج مع أبيه ووحده مرارا ويقال إنه خطب الناس يوم عرفة على ظهر الجبل لأمر اقتضاه الحال ولم يكن ذلك لأحد من أهل المغرب قبله وفي أيامه تكامل أمر أهل الدلاء وشاع ذكرهم .
وكان للزاوية في أيامه وأيام أبيه صيت عظيم وكان بها من معاطاة العلوم والدؤوب على درسها وإقرائها وقراءتها ليلا ونهارا ما تخرج به جماعة من صدور العلماء وأعيانهم كالشيخ اليوسي وأضرابه حتى كانت إليها الرحلة في المغرب لا يعدوها الطالب ولا يأمل سواها الراغب .
وتمهد الأمر بها لأبي عبد الله محمد الحاج وأولاده وإخوانه وبني عمه إلى أن تملك مدينة فاس ومدينة مكناسة وأحوازهما وكافة القطر التادلي .
قال في نشر المثاني وفي سنة ست وأربعين وألف كان قيام محمد الحاج الدلائي على الشيخ ابن زيدان قلت ولعل المكاتبة الآتي بيانها بعد إنما كانت في هذا التاريخ .
وقال في البستان وفي سنة خمسين وألف زحف محمد الحاج الدلائي بعساكر البربر إلى مكناسة فاستولى عليها ثم زاد إلى فاس فاعترضه أبو عبد الله العياشي بجموع أهل الغرب ووقعت الحرب بينهما فانهزم العياشي وسار محمد الحاج لحصار فاس فرجع العياشي وأعاد حربا ثانية فانهزم محمد الحاج وعاد إلى بلاده وفي سنة إحدى وخمسين وألف بعد موت العياشي نزل محمد الحاج على فاس وحاصرها ستة أشهر وقطع عنها المواد وجميع المرافق إلى أن لحقهم الجهد وارتفعت الأسعار فدخلوا تحت